القائمة الرئيسية

الصفحات

"هيثم سعيد يشعل صالة الجيم بهيبته: نجم ما بيعرف الكسل ولا بينطر الصدفة"



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


في عالم الشهرة والأضواء، قليل هنّي الفنانين يلي بيقدروا يوازنوا بين حياتن الفنية وصحتن الجسدية، وقليل جدًا يلي بيخلوا هالتوازن يتحوّل لرسالة، لصورة، لأسلوب حياة بيقول كتير بدون ولا كلمة، وهيدا بالضبط يلي عم يعملو هيثم سعيد، النجم يلي ما بس بيغني، بل بيعيش كل نغمة من جوّاتو، وكل تفصيل من يومياتو، وبيحوّلو لحالة فنية وإنسانية راقية. بأحدث ظهور إلو، طلع هيثم سعيد من قلب صالة الجيم، ومش بأي ظهور عادي، لا، كان بكل معنى الكلمة لوحة فنية مرسومة بعضلات مشدودة، طاقة عالية، وعينين بيشعّوا إصرار، كأنو عم يقلّنا: "النجاح ما بيجي بالصدفة، النجاح قرار، والتغيير الحقيقي بيبدأ من ذاتك."


اللقطة الأخيرة انتشرت عالسوشيال ميديا بسرعة، وأخدت ردود فعل واسعة، لأنو ما كانت مجرد صورة نجم عم يتمرّن، بل كانت صورة رجل واعي لقيمتو، مستعد يتعب، يعرق، ويكسر الروتين ليحافظ عحضور جسدي متين بيكمّل صوته الجبّار، لأنو هيثم سعيد بيعرف إنو الفن مش بس صوت، الفن هو طاقة، هو شكل، هو إحساس، وكل تفصيل بجسمو بيعكس مدى التزامو بهالمسيرة. الطلّة بالجيم كانت مختلفة، فيها عفوية واحتراف، فيها عرق على الجبين وابتسامة فيها رضا، وفيها نظرة كلها تحدي، متل كأنو عم يتحدى الوقت، ويتحدى الكسل، ويتحدى فكرة إنو النجاح الفني ممكن ينفصل عن النجاح الشخصي والجسدي.


هيثم ما كان واقف جنب الآلات الرياضية لمجرد صورة، كان عم يتمرّن، عم يركّز، عم يرفع، وعم يخلّي كل عضلة فيه تحكي، تقول إنو هيدا الجسد هو شريك بالصوت، وإنو اللياقة مش بس للعرض، بل أسلوب عيش، ومفتاح لصحة نفسية قبل ما تكون جسدية. كل تفصيل باللوك الرياضي إلو كان مدروس، من التي-شيرت البسيطة للبوستشر المستقيم، من النظرة للكاميرا للنفس العميق يلي كان واضح من ضلوعو، كل شي بالصورة بيصرخ: "أنا هون، وماشي بخط مستقيم ما بيرجع لورا".


والمتابعين؟ صاروا يترقّبوا ظهور هيثم مش بس ليسمعوا جديدو، بل كمان ليتعلّموا منو، ليغرفوا من تجربتو كيف الإنسان بيقدر يطوّر حالو، يحافظ عصحّتو، ويحمي طاقتو، رغم ضغط الشغل، ورغم جدول الحفلات، ورغم الصخب الفني. واللافت إنو هيثم سعيد ما بيظهر بهيك أماكن من باب الاستعراض، بالعكس، هو بيظهر لأنه فعليًا ملتزم، فعليًا عم بيشتغل عحالو، وفعليًا بيعتبر الرياضة جزء من مسيرتو، متل الميكروفون، متل الستوديو، متل المسرح.


وكل هالشي بيكمّل الصورة الكبيرة لنجم عم يعيش فترة فنية مزدهرة، نشاط غير مسبوق، تحضيرات عم تغلي من تحت، وملامح مفاجآت قريبة، من حفلات لأغاني جديدة، لأفكار عم ينضجها بصمت، ليقدّم لجمهورو شي غير، شي نوعي، شي يلبق لمشواره الطويل المليان بالنجاح والتجارب العميقة. الظهور الأخير بصالة الجيم مش صورة عابرة، هو إعلان غير مباشر إنو النجم ما بيغيب، النجم بيتجدّد، وبيشتغل عحالُو، واللي عم يشوف هيثم بهالطلّة بيعرف إنو بعد في كتير لقدّام، وبعد في محطات رح يوقف عليها أقوى، أجرأ، وأنضج.


وما فينا ننسى إنو هيثم من الأشخاص يلي ما بيحبوا البروباغندا الفاضية، بيشتغل بصمت، وبيخلّي النتائج تحكي، وها الصورة هي نتيجة وضوح، وتركيز، واستمرارية. كل تفصيل بجسمو بيحكي عن التزام، عن احترام للجمهور، عن رغبة يكون بأحسن صورة مش ليرضي الناس، بل لأنو بيحترم حالو، وبيعتبر إنو الفنان الحقيقي هو يلي بيهتم بكل نغمة، وكل حركة، وكل نفس، حتى داخل الجيم.


ببساطة، هيثم سعيد هو النموذج يلي لازم كل فنان يشوفو، لأنو ما عم يركض ورا اللايك، عم يركض ورا التطوّر، وورا الكمال، وكل يوم بيفاجئنا بجانب جديد من شخصيتو، بيخلينا نحترمو أكتر، ونحبّو أعمق، وننتظر كل جديد منو بثقة، لأنو دايمًا بيكون على قدّ التوقّعات... ويمكن أكتر.

تعليقات