القائمة الرئيسية

الصفحات

الوالدان أركان الحياة 
في أروقة الحياة، حيث تتبدل الأيام وتمضي السنون، يبقى الأب والأم الركيزة الثابتة التي لا تهتز، والجدار الذي يستند إليه القلب في لحظات الضعف والانكسار. هما الشمس التي تمنح الدفء، والقمر الذي ينير عتمة الطريق، فلا تستقيم حياة إلا بوجودهما، ولا يكتمل الطمأنينة إلا برضاهما.  
فمن فقد أحدهما، كأنما فقد نصف روحه، يسير متمايلاً بين أمواج الحياة، لا سند له سوى ذكريات تأبى أن تضمحل، يواجه الرياح بقدم واحدة، يتشبث بما تبقى من ظل الأبوة أو الأمومة، لكنه يشعر في أعماقه بفراغ لا يمتلئ.  
أما من فارقهما كلاهما، فقد بات بلا أرضٍ تحت قدميه، كمن يجلس على كرسي العجز، ينتظر يدًا تحمله نحو الأمام، ويبحث في وجوه المارين عن أثر دفءٍ افتقده، وعن لمسة حانية كانت تهوّن عليه وعورة الطريق. يصبح الرحيل قاسيًا، لكن أعظم العزاء أن يكون قد برهما في حياتهما، وتسابقت خطواته لنيل رضاهما، فذاك هو الإرث الذي لا يضيع، والطريق الذي يمضي به إلى النجاح، حتى بعد رحيلهما عن الدنيا.  
طوبى لمن جعل برّهما زاده، واستظل بدعواتهما، فكان النجاح حليف أيامه، وكان السلام مأوى روحه.
اللهم احفظ لي أمي الغالية، وبارك في عمرها، وأعنّي على إسعادها كما أسعدتني، وارحم أبي الحبيب، واجعل مستقرّه في جنات النعيم، حيث لا تعب ولا حزن، واجمعني به في مقامات الرضا والرحمة.  

 خاطرة بقلمي الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات