القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
من أوّل لحظة نزلت فيها صورة سيرا بأوّل يوم عيد، الدنيا قلبت، التفاعل انفجر، والمحبين ما قدروا يسكتوا ولا حتى يمرقوا المشهد مرور الكرام، لأنو كل شي بالصورة كان عم يصرّخ أناقة، ذوق، ثقة بالنفس وجمال من النوع النادر، يلي ما بيتصنّع ولا بينشرا، بل بينولد مع الإنسان وبكبر معو، ومتل ما العيد بيجي مرّة بالسنة، ظهور سيرا بهالصفاء وهالروح الحلوة، هو كمان مناسبة خاصّة بحد ذاتها، لأنو كان كأنو الشمس نازلة عالأرض مش بس لتضوّي، بل لتغنّي، وتهمس، وتقول للعالم: هيدي سيرا، مش بس نجمة غنّت وأبدعت، إنما سيدة حضور ما بينتسى.
مرآية العيد ما عكست شكل... عكست هالة!
بتيابها الراقية والمرتبة، بحجابها الأخضر الزيتوني الملفوف بنعومة حوالين وجهها، وبالكادر يلي التقطته وهي عم تطلّ عالمرآية كأنها عم تطلّ على كل قلوب جمهورها، سيرا حوّلت صورة بسيطة لصورة رمزية، فيها من الحنان قد ما فيها من الكبرياء، وفيها من السكينة قد ما فيها من الأسر، وهالمشهد مش مجرد سيلفي، هو لوحة فيها ملامح ناعمة مطرّزة بالهدوء، وعيون ساكنة بس وراها بحر من الحكي، وشفايف ناعمة مرسومة كأنها آية فنّ، ووقفة كلها رضا وسلام داخلي بيقول للكون: أنا موجودة... وبقوّة، من غير صخب، من غير تصنّع، من غير ما أصرّخ، لأنو حضوري لحالو بيكفي يملأ المكان بكل جمالو.
مش بس إطلالة، هيدي رسالة أنوثة راقية ووعي فنّي متقدّم
التياب كانت بسيطة، بس المظهر كلو حمل أناقة بتخترق النظر، من الأبيض يلي عبّر عن النقاء، للأسود يلي زاد الطلّة عمق، للحجاب الزيتوني يلي مش بس لون، بل قرار جمالي مدروس، لأنو نادر حدا يعرف يختار اللون يلي بيعبّر عن شخصيتو وبيحاكي ملامحو، وسيرا أثبتت إنو عندها حدس بصري عالي، بيعرف إمتى يوقف، وين يكمّل، وكيف يخلق توازن بين العصرية والاحتشام، بين الطراوة والقوّة، بين إنّك تكوني أنثى حقيقية بلا ما تتنازلي عن هويتك، ولا عن احترامك لذاتك قبل غيرك، وهيدي أكتر صفة خَلَّت سيرا تكون مختلفة عن باقي النجمات.
العيون ما عرفت وين تركز... عالحُسن ولا عالهيبة ولا عالراحة يلي طالعة من الصورة؟
في ناس شافوا ملامحها وقالوا "قدّيش حلوة"، في ناس ركزوا عالتفاصيل الصغيرة متل الروج الطبيعي، ترتيب الحاجبين، زاوية الكاميرا يلي عكست أجمل ما فيها، وفي ناس قالوا: "نحنا ما شفنا بس صورة، نحنا شفنا راحة"، لأنو الراحة يلي طلعت من عيون سيرا، من وقفتها، من راسها المايل شوي ومن نظرتها المطمئنة، كانت كافية لنقول إنّو هيدي مش بس فنانة ناجحة، هيدي إنسانة ناضجة، عارفة كيف تعيّد بهدوء، وكيف تهنّي محبّينها بأناقة، وكيف تقول "أنا بخير" من غير كلمة، من غير صوت... من خلال طلّة وحدها بتغني.
أوّل يوم العيد... كان إعلان عن موسم جديد من سحر سيرا
يمكن البعض اعتبر الصورة هيك "مرور كرام"، بس الحقيقة؟ هيدي الصورة كانت بداية مرحلة، لأنو جمهور سيرا حسّ إنّو في شي جاي، في طاقة جديدة طالعة منها، طاقة فنيّة، إنسانية، وروحية، عم تتشكّل من جديد، والملفت بهالمشهد كلّو إنّو التفاعل كان غير شكل، البنات شافوا قدوة، الشباب شافوا نجمة راقية، والجميع شافوا إنسانة بتعرف كيف تكون حديث الساعة، حتى وهي ساكتة، وفعليًا، الكل صار يقول: "نحنا ناطرينك أكتر من أي وقت"، "هالإطلالة مش بس شياكة، هيدي مقدّمة لأعمال راح تخلينا نعيد كل يوم"، لأنو متل ما بيلمع وجهها بالصورة، بيلمع صوتها بالساحة، وبتلمع شخصيتها بقلوب الناس.
تعليقات
إرسال تعليق