بقلم الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
من أول لحظة وطأت فيها المسرح، كانت إيناس عز الدين عم بتعلن بصوتا، بحضورها، وبطلتها إنو عيد الأضحى ٢٠٢٥ مش متل كل الأعياد، العيد هالمرة كان عيدين: عيد رسمي مكتوب بالتقويم، وعيد فني مرسوم على ملامح جمهور عاش لحظات استثنائية بكل معنى الكلمة، النجمة العالمية رجعت تحط توقيعها الخاص على مشهد الحفلات الشرقية، ولكن هالمرة بقوة بتشبه الإعصار، بهيبة بتشبه الملكات، وبإحساس بيعرف يشقّ القلب من النص ويزرع فيه فرح.
جولة فنية بلّشت بضجة، ومكملة بانفجار حب، كل مدينة زارتها إيناس كانت عم تتحضّر متل عروس عم تنطر ليلة زفافها، الجماهير ما اكتفوا بالحضور، كانوا عم يعيشوا الحدث وكأنو حياتن كلها مرهونة بهالليلة، غنّت، تنفّست، تمايلت على المسرح متل موج البحر، وعيون العالم كلّا شاخصة عليها، ما في ولا غلطة، ولا لحظة ملل، ولا حتى نفس ضايع، الكل ماسك أنفاسه، لأنو إيناس كانت عم تعطي من روحها مش بس من صوتها، كانت عم توزّع فرح، تتقاسم الحنين، وتزرع موسيقى بقلب كل حدا.
من الخليج للشام، من شمال أفريقيا للشرق الأوسط، إيناس كانت نجمة السماء ونبض الأرض، كل مسرح كان يتحول لساحة عشق، وكل دقيقة على الخشبة كانت محسوبة ومحروقة بلهيب الأداء، ما كانت تغني وبس، كانت ترقص بين الوتَر والوتر، تنادي كل إحساس خبيته الناس بقلبها، وكل حفلة كانت عالم لحاله، الديكور مُتقن، الإضاءة ساحرة، والمسرح متل سفينة عم تبحر فيها والجمهور هو الموج، صوتها كان عالي، بس ما جارح، ناعم، بس مش ضعيف، قوي، بس مش متصنّع، وكانت عم تلمع بعيون الكبار والصغار متل قمر العيد بليلة صفا.
اللافت إنو كل عرض من عروض الجولة كان بيشبه المدينة اللي انعمل فيها، بس إيناس كانت الثابت الوحيد بكل التقلبات، بكل أجواء العيد، كانت هيي العيد، حضورها فخم، رزين، بس فيه من الجنون الفني يلي بيخلي الإنسان ينسى حاله، الجمهور كان يغني معها، يبكي، يصرخ، يرقص، ويتمنى الوقت يطول أكتر، وكتار من الحاضرين قالوا إنو حفلتها كانت "لحظة عمر"، لأنو الطاقة اللي نزلت من المسرح كانت أكبر بكتير من كونها مجرد أداء، كانت هدية، كانت عيديّة روحية، ما بتتشاف، بس بتنحسّ.
إيناس بهالجولة، ما اعتمدت بس على قوة صوتها، بل على التواصل الحيّ، كانت تحكي مع الناس، تضحك، تشكر، تتفاعل، وتفرح من قلبها، وهاد الشي خلا الجمهور يحس إنو هو مش بس عم يحضر مطربة، بل عم يشارك برحلة فنية نادرة، فيها دفء الصداقة ورهبة القدر، صح إنو هيي فوق المسرح، بس ما كان في ولا لحظة إحساس بالمسافة، كانت قريبة، قريبة لدرجة إنو كل كلمة قالتها كانت عم تلامس القلب قبل ما توصل للسمع.
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت، الفيديوهات من كل حفلة كانت عم تنتشر متل النار بالهشيم، وكل مقطع صغير لإيناس كان يتحوّل لحديث يوم الناس، المشاهير شاركوا مقاطعها، والمجلات ركّزت على إطلالاتها اللافتة وأناقتها اللي بتشبه الملوك، بس دايمًا التاج الحقيقي كان صوتها، وإحساسها، وطريقة تفاعلها، وهالشي هوّي يلي خلاها تتفوّق، تفرض حضورها على الساحة، وتسبق كل التوقعات.
الصحافة الفنية وصفت الجولة بأنها "تجربة جماهيرية متكاملة"، وقالوا إنو إيناس عز الدين بهالعيد ما كانت بس مطربة، بل كانت حالة حب متنقلة من بلد لبلد، كانت رسالة فرح، واحتفال بالحياة، وصوت صادق قدر يتغلّب على أي دوشة، أي ضجيج، وأي استعراض ما إلو معنى، وهاد النجاح ما بيجي صدفة، هيدا تعب سنين، وتحضير، واحترام لجمهور بيستاهل كل لحظة صدق.
وبعيدًا عن كل الأرقام والمتابعات، أجمل شي بهالجولة كان إنو إيناس أثبتت مرة جديدة إنو الفنان الحقيقي ما بيتخبّى، ما بيستسلم، ما بينطفى، ولو تغيّرت الأوقات والذواقة، بيضل النجم نجم، لأنو مش بس صوتو بيلمع، بل روحو بتنور، ونحنا بهالعيد شفناها عم تلمع أكتر من أي وقت مضى، شفناها سند، صوت، فرح، وشعلة ما بتنطفي.
وهلّق بعد ما سكرت الجولة، وبعد ما خلصت الأضواء، وبعد ما الجمهور رجع عبيتو، بيبقى الإحساس مزروع، بيبقى صدى صوتها معلق بالروح، وبيبقى اسم إيناس عز الدين مرادف لكل شي اسمو فن نقي، فن بيشبه العيد، فن طالع من القلب
تعليقات
إرسال تعليق