القائمة الرئيسية

الصفحات

سهام الحسد 

 بقلم: الأستاذة خديجة آلاء شريف  

في زحامِ العالم، كنتُ أبحثُ عن ظلٍّ صغير أُسند إليه قلبي ركن هادئ لا يخترقه صخب، ولا تعبره نظراتٌ مثقلة بالنيّة. لم أكن أطمح للمجد، ولا أسعى للفت الأنظار؛ كل ما أردته كان لحظة سلام صافية... لكنّ السلام في هذا العالم يُكلّف أكثر مما يُمنَح.
كنتُ أزرع أحلامي في أرضِ البساطة، وأسقيها بالأمل، وأرعاها بالصبر.  
وكلّما بدأت زهرةٌ في التفتّح، انهالت عليّ سهام لا تُرى، لكنها تؤلم.  
نظراتٌ لا تفصح، لكنها تُحاصرني. كلمات مغلّفةٌ بالنوايا، وتصرفات تُخبّئ تحت السطح غير ما تُظهره.  
ولم أفهم كيف يمكن للبعض أن يضيق بك، لأنكِ فقط تحاولين أن تكوني بخير؟
وذات مساء، كنتُ أراجع إنجازاتي الصغيرة... تلك التي صنعتُها رغم الرياح، شعرتُ أن قلبي مثقل، لا بالحزن بل بالإرهاق.  
حاولتُ الصعود نحو الضوء، لكن قدماي تعثّرتا. لا لأنني ضعيفة، بل لأن السهام لم تترك موضعًا إلا وأصابته.  
في لحظة صمت، جلستُ على حافة سريري لا أقول شيئًا، لكنّي أسمع داخلي يقول:
"بالله عليكم… لماذا كل هذا؟  
لمَ الحسد، ولمَ لا تتركون أرواحنا تتنفّس؟  
أنا لا أسلبكم شيئًا، بل أبحث عن ذاتي التي أرهقها الخذلان."
لم أشغل تفكيري بكم فلم تشغلون أنفسكم بي ؟
عندها أدركت أنني لا أحتاج للرد، ولا للتفسير.  
كل ما في الأمر أنني اخترتُ طريقًا يُشبهني، وربما كان هذا هو ذنبي في أعينهم: أن أكون على طبيعتي.
لم أُشفَ من أثر السهام، لكنني تعلمتُ كيف أتفاداها.  
تعلمتُ أن أُكمل الطريق وأُزهِر رغم الخدوش.  
ولأن النور لا يتأثر بمن يكرهه... بقيتُ أُمثّل الضوء، حتى لو حاصروني بالظلال.

تعليقات