أنا من رأيتُك قبل سقوط القناع...
قبل أن تتلفظ الأعذار،
وقبل أن يرتجف ظلك
من وهج الحقيقة.
هل تظنّ أنني لا أراك؟
لم أطلب وجهك الأنيق،
بل حقيقتك... مهما كانت تجرح.
لم أطلب صمتك الناعم،
بل كلماتك إن خانك الوضوح.
أن يسقط قناعك ليس هزيمة،
بل لحظة صدقٍ في مشهدٍ هشّ.
أن تعيد ارتداءه...
ذاك موتٌ بطيءٌ
في ثوبِ مَنْ تخلّى عن الوجه.
كلّما سقط قناع،
انكشفت جراحٌ كنتُ أظنها لي.
وكلّما عدتَ تتقن الأداء،
مِزْتُ المسرح عن القلبِ
وفرّقت النّصّ عن النّبضِ.
الشفقة؟
لا، ليست لك وحدك...
بل لي، إذ منحتك عينيّ مرّة،
ورأيتُك بهما مَن لا يستحقّ الرؤية.
هذا الوجهُ الذي تُخفيه،
هو الحقيقة التي خفت أن أراها.
لكنك أظهرتها...
بطوعِ قناعٍ انكسر
ثم لُزِّم بشريطِ كذبٍ جديد.
دعْك من الأقنعة...
فأنا الآن ألبس قلبي كدرع،
وأراكَ كاملاً...
بلا ستار، ولا ضوء،
ولا مشهد ختام.
تعليقات
إرسال تعليق