لم، ولماذا، وهل، ومتى؟
أسئلةٌ تتطاير كشراراتٍ في فضاء الإدراك، لا تلبث أن تتكاثف كغيم يوشك أن يهطل معرفةً، أو أن يتلاشى في رياح النسيان.
أراقب العيون، أقرأ لغة الأجساد، ألتقط إيقاع الأصابع المرتجفة، ورهافة النظرات التي لا تقوى على الاختباء.
لستُ الساذجة في حكايةٍ تُرسم خلف الظلال، ولا العاجزة حين يتحيّن المفترس لحظةَ انقضاضه.
أنظر إليهم، أرى كيف تتساقط الأقنعة، كيف تهتز الثقة حين يتعرّى الخفاء، كيف تتلاشى الهالة حين ينكشف الزيف، وكيف يسقط السراب لحظة يُدرك أنه لم يكن سوى خدعةٍ عابرة.
أنا الجبل الصامد، الذي لا تهده زلزلة، ولا تكسره عواصف، ولا تفتته نظرات الفضول ولا كلمات النوايا الملتوية.
من نافذتي، أرقب العابرين، أستشعر وقع أقدامهم فوق أرضٍ ظنّوا أنها بلا شهود،
لكنني الشاهد الصامت، القارئ لما بين السطور، المتوجّس في سكينةٍ تحرسها الحكمة.
أدركت أخيرًا أنني لستُ مجرد تفصيلٍ في هذا المشهد،
بل نقطة ارتكازٍ، تُعيد ترتيب المعادلات، تُربك الحسابات، وتذكّر الغافلين أن حضورًا صلبًا كهذا لا يُمحى.
المحبّون يسكنون القلب، وسأكون لهم روحًا تفيض بعطاءٍ يليقُ بصدقهم،
أما أولئك الذين لا يحملون وزنًا في حكايتي، فهم كالسراب، نراه لحظةً، ثم ينطفئ في غياهب التلاشي.
تعليقات
إرسال تعليق