أيا ثامنَ مايو اشهدْ، بأنّا
لنَنسى دمًا قد روى كلَّ أرضِ
خرجوا يُنادونَ، والحقُّ يمضي
يدٌ لا تُساوِمُ، وقلبٌ يُفيضُ
خرجوا سُلاحُهمُ العزمُ وحدَهْ
يُناجونَ فجراً، يُنادونَ وعدَهْ
سطيفُ دمعتُها نارٌ تُكابدْ
قالمةُ تَشهدُ، والعالمُ شاهدْ
خراطةُ تروي حكايا العذابْ
دماءٌ تَسيرُ، تُضِيءُ الترابْ
قوافلُ كانتْ بلا أيِّ ذنبْ
كأنَّ الصدى قد تهاوى وذهبْ
فبارودُ عَجْزِ العدوِّ يُسابقْ
يريدُ لجُرحِ الجزائرِ شاقِقْ
ولكنْ صَرَخْنا، وأقسمنا دُوما
لنَحيا كباراً، وللحقِ سَوْما
فيا فرنسا، وإن جارَ جُندُكْ
وإن خابَ حُلمُكِ، واستُنزِفَ جُندُكْ
فإنّا الجزائرُ، أرضُ الأُباةِ
تُعيدُ النهارَ، وتَحْيا الحياةَ
ثمانيةُ مايو، تُحيا السنينْ
وتَحملُ جُرحاً يُذِلُّ الجبينْ
ولكننا صامدونَ أمامَكْ
ففي كلِّ دربٍ، رُفاتٌ يُسامِكْ
فيا شهداءَ الكرامِ ارتقوا
وحُرّيةُ الأرضِ سيفٌ ونَقْاء
تحيا الجزائرُ، صِدْقاً ونَصْراً
ويَبقى الشموخُ، ويَبقى الفَخْرا
فيا شعبَنا، بالوفاءِ تماسكُوا
فَحرّيّةُ الأرضِ تبقى منارا.
تعليقات
إرسال تعليق