القائمة الرئيسية

الصفحات

▪︎ خاطرة فايسبوكية صباحية ▪︎

هنا نابل / الجمهورية التونسية 

                              
بقلم 🖊المعز غني 
ﺳﺄﻟﻮﻧﻲ ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ أﺣﺒـــــــــــــــﺎﺀ .... ؟
ﻗﻠﺖ ﻻ ... لا ... لا .... !؟ ، ﺑﻞ ﻟﺪﻱ ﻣﻠــــــــــــﻮﻙ ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ برﻳﻖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻠــﺆﻟﺆ 
إهداء ﺧﺎﺹ : ﺇﻟﻰ ﻗﻠـــــــــــــــــﻮﺏ ﺗﺒﺎﺩﻟﻨﻲﺍﻟﻤـــــــــــــﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒـــــــــــــــــــﺔ وﺇﻟﻰ ﻗﻠــــــــــــــــــــــﻮﺏ ﺗﺴﻘﻴﻨﻲ
ﺃﻧﻬﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻓــــــــــــــﺎﺀ .
هل لديك أحياء؟ قلت لا، بل لدي ملوك
في زاوية القلب حيث يُطوى الزمن ، ويُخبَّأ الوجع خلف ستائر الحنين ، هناك وجوه لا تموت ، وأصوات لا تنطفئ حين سألوني : 
" هل لديك أحياء؟ " لم أفهمهم أول الأمر ، نظرت في عينيهم طويلاً كأنني أبحث عن نية السؤال ، ثم هزّني الجواب الذي خرج من أعماقي: " لا، بل لدي ملوك. "
هؤلاء الذين رحلوا لا يسكنون القبور ، بل يَسكنونني تراهم في ملامحي ، في لغتي ، في صوتي حين أشتاق ، في قلمي حين يكتب ، وفي دمعتي حين تسقط صامتة.
 إن كانوا قد غابوا عن الأنظار ، فهم لم يغيبوا عن الحضور ما زالوا يزورونني كل ليلة ، يلقون السلام على حافة الوسادة ويتركون لي قبسًا من دفئهم في الصباح.

الملوك الذين أعنيهم ليسوا مَن جلسوا على عروش أو حُمِلوا على أكتاف المجد ، بل أولئك الذين حكَموا قلبي بالحب ، بالكرامة ، بالبساطة ، وبالحضور الساحر الذي لا يغيب حتى بالغِياب. 
جدتي التي علّمتني أن الشاي لا يُشرب بل يُصغى إليه ، وأبي الذي أختصر الحياة في نظرة فخرٍ واحدة ، وصديقٌ رحل قبل أن ننهي الحديث وما زلت أكمله كل ليلة على صفحة فارغة وأمي التي هي نبع الحنان. 
هؤلاء الملوك لا يموتون ، لأنهم لا يُقاسون بالعمر بل بالأثر لأنهم حين عاشوا ، عاشوا كاملين ممتلئين بالحياة حتى فاضت أرواحهم علينا. 
كانوا كالشمس : لا تراها في الليل ، لكنك تعلم أنها ستعود 
كانوا كالكتب القديمة : كلما فتحتها وجدت نفسك طفلًا من جديد.

أولئك الملوك لا تحكمهم الأرض ولا تسجنهم اللحود يخرجون من الصور القديمة ، من الرسائل المنسية ، من رائحة المطر ، من أغنية مرت صدفة فأوقفتك في منتصف الطريق.
 إنهم خالدون لأنهم أحبّوا بصدق ومضوا بوقار.

"هل لديك أحياء؟" سألني مرة أخرى.
قلت: لا. بل لديّ ملوك... ولا يُسأل الملوك عن الموت .
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺒﺒﺘــــــــــــــــــﻜﻢ ...
ﻭﺑﺎﻟﺨﻴـــــــــــﺮ ﺫﻛﺮﺗـــــــــــــــﻜﻢ ...
ﻭﺑﺎﻟﻐﻴـــــــــــﺐ ﺩﻋـــــــــﻮﺕ لكم ... 
رحمكم الله وجعل مثواكم جنة الخلد والفردوس الأعلى 

تعليقات