بقلم: أحمد الشبيتي
قد يكون هذا المقال من أخطر ما كُتب، لا لأنه يهاجم أحدًا، بل لأنه ينحاز للحق… للضمير… للإنسانية. رسالتي اليوم موجهة إلى من يفترض بهم أن يكونوا محل تقدير وامتنان دائم: الأطباء والممرضين – ملائكة الرحمة.
ما يحدث اليوم داخل المستشفيات الحكومية يستحق أن نقف أمامه وقفة مراجعة ضمير. ليس فقط لما يعانيه المرضى، ولكن لما يتكبده الطاقم الطبي من إهانات وشتائم وضغوط نفسية ومادية واجتماعية لا تطاق.
نعم، نعلم أن الألم لا يحتمل، وأن الخوف على الأهل يدفع أحيانًا للتصرف بانفعال. لكن دعونا نسأل أنفسنا: هل السب والقذف، وتكسير محتويات المستشفى – التي هي مالك لك ولغيرك – هو الحل؟ هل الطبيب الذي يكشف على عشرات الحالات في وقت واحد، ويجاهد بقلة الإمكانيات والأجهزة، يستحق منا سوى الشكر والدعاء؟
الطبيب ليس عدوك، بل هو جندي في معركة الحياة والموت، يحاول إنقاذ من يمكن إنقاذه، ويمنح كل دقيقة مما تبقى له من طاقة لخدمة الآخرين. لكنه بشر، له قلب، وله طاقة محدودة، وقدرات تصطدم أحيانًا بعجز الواقع.
عزيزي المواطن… نحن لا ننكر حبك لوالدك أو زوجتك أو ابنك، لكن تذكر أن هناك غيرك ممن يئنون مثلما تئن، وربما أكثر. لا أحد يُقصى عن الحق في العلاج، لكن هناك أولويات يفرضها الطب والإنسانية، لا المجاملة ولا الصوت العالي.
الاحترام لا يقلل من الكرامة. بل هو أول طريقنا نحو مجتمع أكثر رحمة وإنصافًا.
دعونا نغير الصورة الذهنية بيننا وبين الأطباء. نكسر الحاجز، نبني الثقة، ونتعاون جميعًا من أجل أن تبقى إنسانيتنا بخير، رغم كل التحديات.
تعليقات
إرسال تعليق