القائمة الرئيسية

الصفحات

"البابا على الشاشة: تعرف على أول بابا يتم تصويره بشريط فيديو قبل أكثر من قرن"

بقلم: أشرف ماهر ضلع


في مشهد لا يخلو من الدهشة، تعود بنا عدسة التاريخ إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث التُقط أول مقطع فيديو لبابا الفاتيكان، ليصبح ليو الثالث عشر أول بابا يُوثق بصريًا بهذه التقنية الثورية آنذاك.


مع التقدم الهائل في مجال التصوير السينمائي خلال تسعينيات القرن التاسع عشر، وبفضل جهود رواد الابتكار مثل توماس إديسون والأخوين لوميار، دخلت الكاميرا باحات الفاتيكان. وكان الإيطالي فيتوريو كالسينا، ممثل الأخوين لوميار، من أوائل من بادروا إلى توثيق مشهد حي لقداس أقامه البابا ليو الثالث عشر في حديقة الفاتيكان عام 1896. المقطع الذي تجاوزت مدته الدقيقة الواحدة، لم يكن مجرد تصوير، بل محطة فاصلة جمعت بين السلطة الروحية والتكنولوجيا الحديثة.


ولد ليو الثالث عشر عام 1810، وتولى البابوية عام 1878، حيث عاصر تحولات سياسية كبرى من الحرب الأهلية الأميركية إلى الوحدة الإيطالية، ومن صعود بسمارك إلى تصاعد التوترات الأوروبية التي مهدت للحرب العالمية الأولى. خلال حبريته التي استمرت حتى عام 1903، لعب دورًا بارزًا على الساحة الدولية، فانتقد الماركسية والليبرالية والعبودية، وسعى لتهدئة النزاعات الدولية وتعزيز التوازن بين القوى الكبرى.


ولم يكن ظهوره بالفيديو محض صدفة، بل تعبير عن انفتاح الفاتيكان –في عهده– على الحداثة، دون التفريط بثوابته. فقد سبقه البابا بيوس التاسع بالتقاط صورة فوتوغرافية، لكن ليو الثالث عشر حفر اسمه في التاريخ كأول بابا يظهر حيًا في تسجيل مرئي.


بعد أكثر من 125 عامًا، لا يزال ذلك المقطع القصير شاهدًا على لحظة التقاء الدين بالتقنية، وعلى حقبة كان فيها البابا أكثر من زعيم روحي، بل فاعل سياسي ووجه إعلامي سابق لعصره.

تعليقات