في صمت الكون، حين يخفت ضجيج الحياة، تنساب أنفاس السماء كهمس الرحمة، ويهطل النور على قلوب أنهكها الانتظار، كأنه ماءٌ زلال يروي ظمأ الأرواح العطشى.
على أرصفة الزمن، تتهادى خطوات القدر، تحفر آثارها على صفحة الأيام، وتكتب على جبين المستحيل أسطورة الرجاء. فكم من دعوةٍ طافت أرجاء الملكوت، وسكنت أبواب السماء، حتى جاءها الردُّ كنسيم الفجر، يبعث الروح في يباب القلوب.
أيا قلبًا أرهقه المسير، أما علمت أن الصبر زهرةٌ تنمو في ظلال الحكمة، وأن المبتلى في معترك الأيام هو في عين الله أقرب وأغلى؟ لا تخشَ خريف الأحلام، فالمطر يروي اليابس، والشتاء يسبق الربيع، وكل ما مضى ليس إلا تمهيدًا لنهر من العطايا لم يجرِ بعد.
على جبين الليل، يسطع نجم الأمل، يوشوش للقلب همس اليقين، ويشهد أن الظلام ليس إلا فسحةً قبل انفجار الضياء، وأن الله لا ينسى من رجاه، ولا يخذل من رفع إليه قلبًا عطِشًا للحب الإلهي. فكن على ثقة أن الغيب يخفي لك أعذب الأرزاق، وأكرم العطايا، وما ظنك بربٍّ إن قال: "أنا عند حسن ظن عبدي بي"؟
تعليقات
إرسال تعليق