في أروقة الحياة أمضي
أتأمل الخلق في انعكاسِهِمْ
في الطيبِ، في الساذجِ الكريمِ
وفي المغفلِ المطمئنِ لقياسِهِمْ
وأسألُ النفسَ عن سرِّ الغفلةِ
عن عينٍ تاهتْ في التناسيهِمْ
ألمْ يكنْ أولى بهمْ أن يبصروا
وجهَ الحقيقةِ في اقتباسِهِمْ؟
لو أنهمْ راجعوا أنفسَهمْ
وفتّشوا في عمقِ إحساسِهِمْ
لوجدوا الخيرَ في أصلِ فطرتِهمْ
لا في ظلالِ الشكِّ و يأسِهِمْ
لكنهمْ اختاروا طريقَ التربصِ
وتاهوا في عبءِ انتقاسِهِمْ
يقيسونَ الناسَ في عثراتِهمْ
ولا يرونَ النورَ في رأسِهِمْ
لو أنَّ في القلبِ صرحًا منصفًا
يُصلحُ العيبَ قبلَ انعكاسِهِمْ
لصارتِ الأرضُ أبهى بصفوتِها
ولانجلتْ عن فكرِها بؤسِهِمْ
لكنني أمضي، وفي كفِّي يقينٌ
أنَّ الحقيقةَ في التماسِهِمْ
إنْ جادَ نصحُ الروحِ كان مَعينًا
وأزهرتْ الأيامُ في أنفاسِهِمْ
لو أنهمْ أنصفوا مرآتهمْ
لأبصروا النورَ في انبثاقِهِمْ
لكنَّهمْ في متاهاتِ أنفسِهمْ
ضاعوا، ولم يُحسنوا عناقَهمْ
يبنونَ أوهامَهمْ في صمتٍ
ويخشَوْنَ مرآةَ انعتاقِهِمْ
كأنما الخوفُ ظلٌّ يُطاردُهمْ
ويحجبُ النورَ عن وفاقِهِمْ
لكنَّها لحظةٌ تبعثُ الصحوَ
في القلبِ، تمحو غبارَ انطماسِهِمْ
فمنْ رأى وجهَهُ دونَ زيفٍ
عادَ ليبني الحياةَ بأنفاسِهِمْ
تعليقات
إرسال تعليق