حنينٌ ينسابُ في قلبي كنهرٍ،
يستفيقُ عندَ نسماتِ المساءِ،
كأنَّهُ وشوشاتُ أوراقِ الخريفِ،
حينَ يروي قصصَ العمرِ للشتاءِ.
رأيتُني أركضُ نحوَ الصباحِ،
ضوءُ الفجرِ يرقصُ في خطاي،
أحملُ دفتري كأنَّهُ كنزٌ،
وأزرعُ الأحلامَ في عيناي.
كم كانتِ الطرقاتُ تعانقُ خطواتي،
كم كانَ الجرسُ نشيدَ الأملِ،
تسابقُ الأيادي بينَ الممراتِ،
وصدى ضحكاتٍ يُضيءُ السُبُلْ.
ثمَّ امتدَّ العمرُ في دمي،
سافرتُ في الغيمِ، حلَّقتُ بعيدًا،
زادتْ ملامحي إشراقًا ونورًا،
كأنَّ الزمنَ نقشَ وجهي فريدًا.
المرايا تعرفُ حكايتي،
تعكسُ بريقَ العينِ حينَ أُصغي،
أرى في قسماتِي زهرةَ الأيامِ،
أرى في خطايَ طريقَ المُضيِّ.
يا طفولتي، يا عطرَ البراءةِ،
كيفَ مضيتِ كطيفِ الندى؟
هل تعودينَ يومًا بلا موعدٍ؟
كي أُشْرِقَ ثانيةً في المدى.
يا طيفًا يسري بينَ الأفقِ.
يُضيءُ العمرَ كأحلامِ المساءِ.
لازلتُ أبحثُ عنكَ في الدروبِ.
فهل يعودُ الصبحُ بعدَ العناءِ؟
كم نامَ الحنينُ على ضفافِ الذكرى.
يروي الحكايا للضوءِ في السماءِ.
كم عبرتُ الطرقاتِ أفتشُ عنكَ.
وفي قلبي نبضُ الولاءِ
يا ظلَّ الطفولةِ في نبضِ أيّامي.
يا غيمةً هَطَلَتْ في ممرِّ الرجاءِ
لعلَّكَ يومًا تعودُ كشمسٍ.
تُزهرُ بينَ المدى والفضاءِ.
تعليقات
إرسال تعليق