اقرا ايضاخزعبلات
اقرا ايضاموقف باكستاني شجاع
أنا امرأةٌ خُلِقَت من نور الفجر وصمود الجبال، لا تهزُّني ريحٌ عابرة، ولا تحني قامتي عاصفةٌ عاتية، بل أظلُّ واقفةً، ثابتةً، كأنني جزءٌ من الأرض، وكأن جذوري ضاربةٌ في أعماقها.
أعرفُ من أنا، وأدركُ ثمن رحلتي، لم يكن دربي مرصوفًا بالورود، ولم أُعطَ القوة هِبةً عابرة، بل صقلَتني الأيام كما تصقل الرياحُ الجبال، حفرَتني التجاربُ كما تحفر الأنهارُ الصخور، وكلُّ ابتلاءٍ كان درعًا يزيدني متانةً، وحكمةً، ويقينًا.
لا تهمني العيونُ النافرة، ولا الكلماتُ المشحونةُ بالشكّ، ولا أولئك الذين يتجاهلون الجهدَ كأنَّه لم يكن، فأنا أثقُ أن العطاء لا يضيع، وأن السعي لا يذهبُ هباءً، وأن اليدَ التي امتدّت إلى السماء بالدعاء، ستُجاب يومًا، فقد قال الله: *"إن الله لا يضيع أجرَ المحسنين"*.
لا تغرّكم النعمُ التي ترفلون فيها، فالأيامُ دول، وكلُّ قلبٍ ظالمٍ ستهزهُ عدالةُ القدر حين يحين الموعد، والله يمهلُ لكنه لا يهمل، ومن ظنَّ أن الشمسَ لا تغيب، سينكشفُ له الليلُ يومًا في لحظةٍ واحدة، وسيدركُ متأخرًا أن الحقَّ أقوى من كل زيف.
أنا ماضيةٌ في دربي، أُمسك بالقلمِ كما يُمسِك الفارسُ سيفَه، أكتبُ حكايتي بمدادٍ لا يمحوه الزمن، لأنني لا أخشى شيئًا، ولا ألتفتُ خلفي، ولا أبالي، فالصمودُ إرثي، والإيمانُ قوتي، والعدالةُ موعدٌ لا يخلفهُ الله.
تعليقات
إرسال تعليق