القائمة الرئيسية

الصفحات

مقالة لماذا نحب المرأة وننجذب إليها وهل تمتلك حق الإفصاح عن مشاعرها

لماذا نُحِبُّ المرأةَ و نَنْجَذِبُ إليها؟ و هل تَمْلِكُ حَقَّ الإفْصاحِ عن مَشَاعِرِها؟

بقلم: فؤاد زاديكي

نُحِبُّ المرأةَ لأنَّها تَحْمِلُ في جَوْهَرِها مَعانِيَ الحُبِّ و العَطَاءِ و الجَمَالِ و الرَّقَّةِ. إنَّها الرُّوحُ، الَّتي تُضفِي على الحَياةِ نَغْمَتَها العَذْبَةَ و ألوانَها الزَّاهِيَةَ. نَنْجَذِبُ إليها طَبْعاً و غَرِيزَةً، إذْ تَجْتَذِبُنَا بِعُذُوبَةِ أَخْلاقِهَا، وَ دِفْءِ مَشَاعِرِهَا، وَ جَمَالِ طِلْعَتِهَا.
كَثِيرًا ما يَتَبَادَرُ إلى أَذْهَانِنَا: هَلِ المرأةُ تَشْتَاقُ إِلَيْنَا كَمَا نَشْتَاقُ إِلَيْهَا؟ الجَوَابُ نَعَمْ، بَلْ إنَّهَا قَدْ تَكُونُ أَكْثَرَ شَوْقًا و احتِرَاقًا، لَكِنَّ طَبِيعَتَهَا و مَا فُطِرَتْ عَلَيْهِ مِنْ خَجَلٍ وَ حَيَاءٍ، يَجْعَلَانِهَا تُخْفِي مَشَاعِرَهَا، وَ تُقَلِّلُ مِنْ إِفْصَاحِهَا.

إنَّ الفَرْقَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَ المَرْأَةِ فِي إمْكَانِيَّةِ التَّعْبِيرِ عَنِ الرَّغْبَةِ أوِ الإفْصَاحِ عَنِ المَشَاعِرِ يَكْمُنُ فِي تَرْكِيبَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا النَّفْسِيَّةِ وَ الثَّقَافِيَّةِ. الرَّجُلُ أَجْرَأُ طَبْعًا، يُبَادِرُ وَ يُصَرِّحُ، أَمَّا المَرْأَةُ فَتُرَاقِبُ وَ تُخْفِي، لِمَا أُلْقِيَ فِي نَفْسِهَا مِنْ مَعَانِيَ الحَيَاءِ وَ الخَفَرِ.

و هُنَا يَظْهَرُ دَوْرُ المُجْتَمَعِ المُحَافِظِ، الَّذِي يَضَعُ السُّيُوفَ المُسَلَّطَةَ عَلَى رِقَابِ النِّسَاءِ، يَمْنَعُهُنَّ مِنَ الإِفْصَاحِ، بِحُجَّةِ الحَيَاءِ أَوِ العَادَاتِ وَ التَّقَالِيدِ. إِنَّهُ لَظُلْمٌ بَيِّنٌ، وَ مُصَادَرَةٌ لِحُرِّيَّةِ التَّعْبِيرِ، وَ قَمْعٌ لِلْمَشَاعِرِ الإِنْسَانِيَّةِ الطَّاهِرَةِ.

المَرْأَةُ لَهَا الحَقُّ كَمَا الرَّجُلُ فِي أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ حُبِّهَا، أَنْ تُفْصِحَ عَمَّا يَجُولُ فِي خَاطِرِهَا، بِدونِ أَنْ تُتَّهَمَ أَوْ يُلْصَقَ بِهَا مَا لَيْسَ فِيهَا. إنَّ حُبَّ المَرْأَةِ لَيْسَ عَيْبًا، وَ لَا عَارًا، بَلْ هُوَ تَجَلٍّ مِنْ أَسْمَى تَجَلِّيَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ.

لِذَلِكَ، يَجِبُ عَلَى المُجْتَمَعِ أَنْ يُرَاجِعَ نَفْسَهُ، وَ يُصْلِحَ مَفَاهِيمَهُ، وَ أَنْ يُحَرِّرَ المَرْأَةَ مِنْ قُيُودِ الخَوْفِ وَ الإِدَانَةِ. فَالمَرْأَةُ إنْسَانٌ كَامِلٌ، لَهَا حَقُّ الحُبِّ، وَ حَقُّ التَّعْبِيرِ، وَ حَقُّ العِشْقِ بِكُلِّ حُرِّيَّةٍ وَ صَرَاحَةٍ.
 فإِذَا أَرَدْنَا مُجْتَمَعًا سَوِيًّا نَقِيًّا، فَلْنَكُنْ عُدُولًا فِي أَحْكَامِنَا، رُحَمَاءَ فِي تَقْيِيمِنَا، وَ لْنَكُنْ مُنْصِفِينَ مَعَ نِصْفِ الوُجُودِ: المَرْأَةِ، الَّتِي بِلَا حُبِّهَا وَ عَطَائِهَا، يَفْقِدُ العَالَمُ مَعْنَاهُ وَ رُوحَهُ.
تحيّةً جليلةً منّي لهذه الإنسانةِ المُمتلِئةِ بالمشاعرِ النبيلةِ و الجيّاشةِ، دون أن تكونَ قادرةً على البَوحِ بها، أوِ الإفصاحِ عنها.
نصيحتي لكِ تَمَرّدِي على هذهِ الأحكامِ الجائرةِ بحقّ وجودِك و إنسانيّتكِ، و لا تَقبَلِي بها لانّكِ المُستَهَدفُ بذلكَ أوّلًا و أخيرًا.

تعليقات