متابعة: الكاتب الصحفي عمر ماهر
باللحظة يلي كان البحر عم يتنفس أنفاسه الأخيرة قبل المغيب، وبالوقت يلي كانت الشمس عم ترسم غروبها عالرمال بخيوط دهبية ناعمة، صار شي ما بيتصدق... شي فوق الخيال... حكاية أسطورية طلعت من صفحات القصص، ونزلت عالأرض لتعيشها الناس بلحمها ودمها.
حورية بحر... بس مش متل أي حورية!
على شط بحر هادي، بجنوب أحد البلدان العربية، وبين صوت الموج وصرخة نورس، ظهرت هيي. أول شي شفها طفل صغير، صرخ: "مامااااا، في سمكة عندها شعر!". الأم ركضت، وراها الناس، وكاميرا الهواتف ما رحمت اللحظة.
ممددة عالرمال، بجسمها النحيف الطويل، وشعرها المبلول اللي عم يلمع متل خيوط ليل، وعيونها الواسعة يلي بتحكي ألف لغة... كانت هيي، حورية بحر خارجة من كتاب ألف ليلة وليلة، بس بلمسة سحر السينما!
بس المفاجأة ما كانت هون...
الناس بتقرب... والكاميرات بتزوم... و"البحر بيكشف السر"
مع كل ثانية بتمر، كانت الملامح بتوضح أكتر، والدهشة بتكبر. حدا صرخ: "يا عالم! هيدي شيري عادل!". وبلحظة وحدة، كل الوجوه اتبدلت، الكل واقف، مصدوم، مدهوش، ومش مصدّق. كيف شيري؟ كيف صارت هيك؟ شو القصة؟ وليه هالتجسيد الخرافي؟
شيري عادل... وعودتها من تحت البحر!
النجمة المصرية الرقيقة، المعروفة بهدوئها وجمالها الطبيعي، قررت تكسر الصورة النمطية، وتفاجئ الكل بعودة مدوّية، بس مش من بوابة الدراما أو السينما، بل من بوابة البحر. بأداء صامت، قوي، مؤثر، جابته بدون صوت، بس بكل الأحاسيس... جسدت شخصية حورية بحر وكأنها خلقت لتكون هيي.
اللوحة ما كانت بس شيري... كانت رسالة!
مصادر مقربة حكت إنو المشهد جزء من مشروع فني – بيئي – سينمائي بيهدف للربط بين جمال الطبيعة وسحر الإنسان، وتسليط الضوء على العلاقة الروحية بين المرأة والبحر، خاصة إنو البحر هو مرآة الأنثى... غامض، عميق، حنون، بس كمان صعب ووحشي وقت اللزوم.
الرمال شهقت... والبحر صفّق
ناس كتار حلفوا إنهم شافوا الدلافين قرّبت من الشط، وكأنها جاية تسلم عليها. في وحدة عجوز حكت: "أنا صلي 70 سنة ما شفت متل هالمنظر، هيدي مش تمثيل... هيدي سحر!". في طفل ركض بدو يبوس إيدها، وصبية صغيرة قالت: "صرت بدي صير حورية بحر متلها!".
شيري عادل... بين الحلم والواقع
يلي صار ما كان مجرد performance... كان استحضار لأسطورة، وكان ولادة جديدة لشيري عادل، النجمة يلي دايمًا كانت بتختار أدوارها بنعومة، وبعفوية، واليوم، قررت تخلع الفستان، وتلبس الزعانف، وتغوص ببحر الفن الحقيقي.
خاتمة المشهد؟ بعدا معلقة!
ما حدا عرف إذا كانت شيري راح تكمل بهالخط الفني، أو إذا هيدي كانت مجرد لحظة للتاريخ... بس الأكيد، إنو كل مين شافها بهالهيئة، حس بشي مختلف... حس إنو الفن الحقيقي مش دايمًا على الشاشة، أوقات بينزل عالرمل، وبيطلع من قلب البحر، وبيتنفس بلحظة سكون!
هل كانت فعلاً حورية؟ ولا شيري عادل بس حررت الحورية اللي فيها؟!
السؤال بعده مفتوح... بس الإجابة؟ محفورة بنظرة كل شخص وقف وشافها... وسأل حاله:
"يمكن كلنا فينا شي من الحوريات... بس شيري كانت أول وحدة تجرّأت تطلع فيهم للسطح."
تعليقات
إرسال تعليق