القائمة الرئيسية

الصفحات

الكاتب الصحفي عمر ماهر يكتب محمد كريم... لما بيصير الحلم شرارة واقع، وبيصير العربي كاو بوي بعين هوليوود



في وقت كانت فيه هوليوود دايمًا حكر على صورة معيّنة، ولهجة معيّنة، وشكل معيّن، أجا محمد كريم ليكسر كل القواعد، ويكتب سطر جديد بتاريخ السينما، مش بس كفنان عربي، بل كإنسان مؤمن بحلمو، وواصل بحالو، وبصوت قلبه. محمد ما اكتفى يكون ممثل ناجح بالعالم العربي، ولا رضي يكون ضيف عابر بهوليوود، ولا حتى اكتفى بظهور محدود خلف نجم عالمي. محمد كريم قرّر يكون نجم من قلب المعادلة، من جوّا اللعبة، من نصّ الحدث، وهيدا شي ما بيصير صدفة. بيصير وقت الشخص يحمل روحو على كفّه، ويمشي بعكس الريح، ويصبر، ويشتغل، ويموت وبيصحى كل يوم بنفس الحلم.


اليوم، لما بتفتح السوشال ميديا وبتشوف محمد كريم عم يعلن للعالم عن فيلم "Gunslingers"، مش عم يعلن بس عن شغل، عم يعلن عن انتصار. لأنو أول مرة بالتاريخ، في عربي واقف قدام الكاميرا مش بدور نمطي، مش دور الإرهابي، ولا التاجر، ولا الحارس. لأ. واقف بدور كاو بوي. كاو بوي، يعني الرمز الأميركي بحد ذاتو. واقف حدّ نيكولاس كيج وستيفن دورف وهيذر غراهام، وعم يمثّل مش بس حالو، بل شعب كامل، ثقافة كاملة، حلم ملايين. محمد كريم صار صورة لكل حدا قالوله "ما فيك"، وردّ عليهم بـ "شوفوني هلّق".


الكاو بوي اللي بلعبو محمد، مش بس دور، هو رسالة. رسالة إنو العربي بيقدر يكون مين ما بدو، وين ما بدو، إذا كان عندو الجرأة، والشغف، والطموح الحقيقي. وبتصوّر المشهد: غبرة، صحرا، خيل، ومسدسات، ومحمد واقف بنصّها. بس المشهد الحقيقي مش بالكاميرا، المشهد الحقيقي هو بمخيّلة كل ولد عربي كان يرسِم حالو ببطولة فيلم عالمي، وكل مرة قال لحالو "يا ريت". وهلّق صار فينا نقول: "مش يا ريت، صار."


يلي بيخلّي الإنجاز أكبر، هو إنو محمد ما فات عالمشهد من باب خلفي، ولا بمحسوبيات، ولا بلحظة حظ. اشتغل، وحارب، وخاطر، وهاجر، وتعِب، وتَرجى، وركض، وصبر، وسافر من شطّ لشطّ، من مقابلة لمقابلة، ومن تجارب أداء لتعب بلا نوم. ما انغرّ، وما استسلم، وما رضي يكون أقل من النجم يلي شايفو جوّاتو من زمان. هو ما وقف يوم وقال "أنا وصلت"، هو دايمًا بيقول "بعد في"، "بعد في أعلى"، "بعد في أحلام بدها تتحقّق". وهيدا الفرق بين اللي بيشعل شرارة وبين اللي بينطفي عَ أوّل عتبة.


لما محمد شارك هالمنشور وقال فيه إنو فرحان جدًا، العالم فرحت معه. مش لأنو شارك إعلان فيلم، بل لأنو شارك حلم صار حقيقة. لأنو بهالمنشور، حسّينا بطفل جوّاتو بعدو عم يبكي من الفرح، وبشاب واقف بين نجمات هوليوود وعم يقول "أنا هون... وأنا من الشرق". منشورو ما كان بس ترويج، كان صرخة من قلبو: "أنا أوّل كاو بوي عربي، بس مش آخر واحد. تعو ورَيي."


وهيدا النوع من الفنانين هو اللي بيترك أثر، مش بس بصالات العرض، بل بقلوبنا. لأنو مش كل يوم بيطلع حدا من بيناتنا، بيكسر الحواجز، وبيقف قدّام ملايين، وبقول: "أنا أمثّل الشرق. أنا أمثّلكم." محمد كريم هلّق مش بس نجم، صار أيقونة. صار مثل، صار فرصة. ولما ينزل الفيلم بصالات السينما، ما رح يكون بس فيلم أكشن أو دراما... رح يكون لحظة فخر.

وآخر الكلام؟


محمد كريم ما فتح باب، هو هدّ حيط.

ما خطى خطوة، هو صنع طريق.

ما صار كاو بوي... هو علّم هوليوود شو يعني يكون عربي.

تعليقات