لم أستوعب في الوقت المناسب أن الأماكن تفقد روحها، أن الطرق تتآكل من كثرة العابرين، وأن الأبواب المغلقة لم تكن عائقًا بقدر ما كانت إشارة بأن الرحيل كان ينبغي أن يحدث منذ زمن. ظننتُ أنني أسيطر على الوقت، أؤجل القرارات، أقاوم الاعتراف بأن الأشياء التي أحبها تتلاشى بصمت، كما لو أنها تختفي بهدوء دون أن ألاحظ. لكنني كنت مخطئة.
كنت أعتقد أن البقاء قرار، لكنه تحوّل إلى عادة، إلى انتظارٍ لا يحمل أي معنى. لم أدرك أن الزمن لا يمنحنا فرصًا إضافية، بل يمضي بلا رجعة، يتلاشى أمامنا بينما نظن أن لدينا وقتًا كافيًا لنقرر.
ربما كان عليّ أن أغادر عندما كانت الدروب مفتوحة، قبل أن تتحوّل المسافة إلى قيد، وقبل أن يسبقني كل شيء إلى الرحيل دون أن يمنحني فرصة الاختيار.
تعليقات
إرسال تعليق