أتحدى الريح في ليل السُدف
وأبني صرحًا فوق طين السُخف
شموخي مرآةٌ لهيبة السماء
وعزمي كالشمس إذ تبدد العناء
أنا الفلك، أُبحر في لج العواصف
والجبل، صامدٌ أمام المواقف
أروي بجذوري عُشبَ الأرض الصماء
وأهدي بهي الزهر لمدن الشتاء
فالعدو ينهزمُ أمام صبري المُضرّج
والصديق يفخرُ بروحٍ كالفرقد المُبرج
قصتي، رقصة نجوم في ظُلمة الزمن
وحروفي، طيور تحلق في فضاء الشجن
أنا الروحُ التي تروى منَ الأملِ
وكلي غيثٌ يغدقُ فوقَ حقلِ العملِ
ثباتي كنجمٍ في السماءِ منير
يُضيءُ دربَ العابرِ والسائرِ القدير
أصوغُ من نارِ المحنِ درعَ الكبرياء
وأغزلُ من أطيافِ السرابِ ضياء
وفي كفِّي نبضُ الحياةِ المستمر
أُقيمُ للعزمِ والوفاءِ القدر
أنا الزهرُ الذي ينمو فوقَ الحصى
وأغنيةُ الطيرِ حينَ يداعبُ الفضا
إن سألوا عني قُلتُ: رمزُ الأمل
شمسي لا تغيبُ وإن طالَ الأجل
يا عاصفَ الليل، واصلْ هبوبَك
ففي قلبي صُنعتُ للشدائدِ والعلياء
سأبقى كما الطود، شامخٌ في السماء
وسأجعلُ منَ الريحِ خادماً لنداء
وفي يدي عزمٌ كالسيفِ لا ينثني
وفي صدري قلبٌ لا يعرفُ الوهنَ
أنا البحرُ الذي يحتضنُ الموجَ عنيداً
وأنا الأفقُ، أرى الكونَ سديداً
تعليقات
إرسال تعليق