القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكتور أحمد حسين الإمام... الصوت الهادئ يلي عم يكتُب بصمت تاريخ قانوني رح يضلّ محفور بوجدان الجامعة



تقرير خاص من القاهرة- الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


ما بيحكي كتير، ما بيظهر بالإعلام، ما بيدوّر على ضجيج الشهرة، بس بصمتو، بحضورُو الهادئ، وبقلمُو الحادّ كحدّ السيف، قدر يفرض احترامو، مش بس بجامعة المنصورة، بل بكل دائرة قانونية بتعرف شو يعني “أصول مدني”. الدكتور أحمد حسين الإمام... إسم إذا سمعتيه مرة، بيضلّ عالق بذاكرتِك، مش لأنو بيحكي عالي، بالعكس، لأنو بيشتغل على حالو بصمت، وبينقّي كلمتو متل ما القاضي بينقي حكمه.


من أوّل السطر... ما كان هاوي قانون، كان عاشق إلو


من أيام الكلية، من أول محاضرة، كان واضح إنو هالشاب مش جايي ينجح وبس. كان جايي يغوص. يغوص بالقواعد، بالمبادئ، بالنظريات، وبأدقّ تفاصيل المسؤولية العقدية والتقصيرية. الناس كانت بتدرس لتتخرّج، هو كان يدرس ليصير مرجع. وإذا بدك تعرف قديش كان حالم، إسأل أي أستاذ قديش الدكتور أحمد كان دايمًا يسأل أسئلة فيها شغف مش طبيعي، أسئلة مش هدفها العلامة... هدفها الفهم العميق.


كُرِّم بالعلم قبل ما يُكرّم بالشهادات


ويا ما في ناس بتاخد ماجستير أو دكتوراه، بس قليل يلي بيخدو العلم بضمير. الدكتور أحمد حسين الإمام، بعد ما خلص دراسته، ما راح يدور على الراحة. بالعكس، دخل عالم التدريس بعين المثقف وعقل الباحث. وبقسم القانون المدني بكلية الحقوق – جامعة المنصورة، صار واحد من الأصوات الراقية يلي بتدافع عن الدقة، والمنهجية، والفكر النقدي. مش بس ناقل للمعلومة، بل صانع إلهيكلها.


بالمحاضرات... بتشوف القانون كيف بيتنفّس


كل طالب مرّ عند الدكتور أحمد بيعرف إنو قاعتو مش مجرد صف. هي مسرح، بس مش مسرح تمثيل... مسرح فكر. طريقة شرحو للقانون المدني بتخليك تحس إنو النصوص عم تتحرك قدامك، وإنو المادة ١٤٧ من القانون مش بس مادة جامدة، بل كائن حيّ بيتفاعل مع الواقع، وبفكر معك. وما بيقبل الطالب يمرق من غير ما يكون فهم أصل القاعدة وتطوّرها وسياقها العملي.


المدني بإيديه صار شعر


ما حدا كان يتوقع إنو حدا يقدر يخلّي “الالتزام الطبيعي” يكون موضوع شيّق. بس الدكتور أحمد حسين الإمام عملها. قدر يزرع حبّ المادة بقلوب طلاب ما كانوا أصلاً حابين يسمعوا بكلمة "مدني". لأنو كان يحكي بصوت عقلاني، بفكر عميق، وبأمثلة مستوحاة من الحياة، من السوق، من المحاكم، ومن حوارات بسيطة يومية... يخليك تشوف القانون مش كتاب، بل خريطة حياة.


مش بس أكاديمي... باحث من طراز نادر


وما بيكفي إنو أستاذ شاطر، الدكتور أحمد كمان باحث حقيقي. كتاباتو، مقالاتو، أوراقه العلمية، كلها بتشهد إنو عندو منهج علمي صارم، ونظرة قانونية شاملة بتجمع بين المدرسة الفرنسية والنهج المصري الأصيل. بيغوص بأعماق المسؤولية المدنية، بيفتش بأدق الثغرات، وبيركّب الأفكار بطريقة بتخليك تقول: “هيدا فكر كبير عم يتكوّن عنا وإحنا مش منتبهين!”


شخصيتو... أكبر من مسيرتو


بس رغم كل هالنجاحات، ما تغير. بعدو متواضع، بعدو بيحترم الكبير والصغير، وبعدو بيفتح بابو لكل طالب بدو نصيحة أو توجيه. بيؤمن إنو ما في علم من دون إنسانية، وإنو الكلمة الحلوة أوقات بتعلم أكتر من ألف محاضرة.


صوت الشغف بالقانون... عم يعلّي بهدوء


اليوم، الدكتور أحمد حسين الإمام هو أكتر من مجرد مدرس مساعد. هو مشروع باحث عظيم، مشروع قاضي مثالي، مشروع مرجع قانوني بالمعنى العميق للكلمة. وبتعرف إنو جايي بكرا ليحفر اسمُو مش بورقة أو منصب، بل بضمير كل طالب وكل باحث وكل نص قانوني رح يتطور على إيديه.


بكرا... رح يقولوا: “كان معنا أستاذ إسمه أحمد حسين الإمام... وغيّر نظرتنا للقانون”


ورح يضلّ هالاسم علامة لبنانية – مصرية مشتركة: فيها الجدية، وفيها الشغف، وفيها الأناقة الفكرية يلي بتجمع قلب الباحث بروح الإنسان.

تعليقات