بقلم: محمد علي إبراهيم
تُعد دولة الكويت منارة للعمل الإنساني في العالم العربي وعلى الساحة الدولية. فعلى الرغم من صغر حجمها الجغرافي، لعبت الكويت دورًا بارزًا في جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية حول العالم، وكانت دائمًا في طليعة المبادرات الخيرية التي تستهدف تخفيف معاناة المحتاجين والمنكوبين. هذا الالتزام الراسخ بالعطاء الإنساني متجذر في قيم المجتمع الكويتي، وقد نال تقدير المجتمع الدولي، حيث منحت الأمم المتحدة الكويت لقب "مركز للعمل الإنساني" عام 2014.
تقاليد راسخة في العمل الخيري
يعتمد المجتمع الكويتي على ثقافة عميقة من العطاء والتكافل، تعززها الجهود الحكومية والمجتمع المدني، ممثلاً في شبكة واسعة من الجمعيات الخيرية غير الحكومية. وقد امتد العمل الخيري الكويتي إلى مختلف القارات، من تقديم الإغاثة العاجلة في مناطق النزاعات إلى دعم مشاريع التنمية المستدامة في المناطق الفقيرة.
ومن أبرز الجمعيات والمؤسسات الخيرية الكويتية:
جمعية الهلال الأحمر الكويتي: معروفة باستجابتها السريعة للمساعدات الطارئة في مختلف أنحاء العالم.
جمعية العون المباشر (الوكالة الإسلامية لإغاثة أفريقيا سابقاً): متخصصة في مشاريع التنمية والتعليم والرعاية الصحية، خاصة في القارة الأفريقية.
بيت الزكاة: يقوم بجمع وتوزيع الزكاة داخليًا وخارجيًا لمكافحة الفقر ودعم التعليم والرعاية الصحية.
جمعية صندوق إعانة المرضى: وهي من أبرز النماذج الإنسانية في الكويت، وتختص بالمجال الصحي.
تسليط الضوء على جمعية صندوق إعانة المرضى
تأسست جمعية صندوق إعانة المرضى في عام 1979، وتُعد من أبرز الجمعيات الخيرية في الكويت، حيث تكرّس جهودها لتقديم الدعم الطبي والمادي للمرضى غير القادرين على تحمّل تكاليف العلاج، بغض النظر عن جنسيتهم أو ديانتهم. وقد أصبحت الجمعية رمزًا للعطاء الإنساني في المجال الصحي.
تشمل أنشطة الجمعية ما يلي:
تمويل العمليات الجراحية والعلاجات للحالات الحرجة مثل السرطان وأمراض القلب والأمراض المزمنة.
قوافل طبية خارجية لتقديم العلاج في الدول الفقيرة والمناطق المنكوبة مثل اليمن والسودان وفلسطين.
توفير الأجهزة والمستلزمات الطبية للمستشفيات المحتاجة.
برامج توعوية صحية لنشر الوعي بالأمراض وكيفية الوقاية منها.
ومن الأمثلة البارزة على جهود الجمعية، دعمها المتواصل لقطاع الصحة في غزة، حيث ساعدت في تجهيز المستشفيات ورعاية الأطفال المصابين جراء الحروب. كما قدمت في أفريقيا حملات طبية لإجراء عمليات إزالة المياه البيضاء مجانًا، وتسيير عيادات متنقلة في القرى النائية.
تقدير دولي مستحق
لقد نالت الكويت، بفضل مؤسساتها الخيرية كجمعية صندوق إعانة المرضى، احترام المجتمع الدولي، وتقدير المنظمات العالمية، نظير مساهماتها المتواصلة في العمل الإنساني. وتأتي هذه الجهود تجسيدًا للقيم الإسلامية السامية في الرحمة، وتعكس رؤية الكويت في التضامن مع الشعوب المنكوبة.
خاتمة
إن الدور الإنساني الذي تلعبه الكويت على مستوى العالم يعكس قيمها الراسخة في الكرم والتكافل. ومن خلال جمعيات رائدة كـ"صندوق إعانة المرضى"، تواصل الكويت إمداد يد العون والأمل لآلاف المحتاجين في مختلف أنحاء العالم. وبينما تتزايد التحديات العالمية، يبقى العطاء الكويتي مثالًا ملهمًا على قدرة الدول على إحداث التغيير الحقيقي في حياة الآخرين.
تعليقات
إرسال تعليق