بقلم: فؤاد زاديكى
الحِوارُ الإيجابِيُّ هُوَ أَسْلُوبٌ فَعَّالٌ لِلتَّواصُلِ بَيْنَ النَّاسِ، يَهْدِفُ إِلَى تَبادُلِ الآراءِ وَ الأَفْكارِ بِطَرِيقَةٍ مُحْتَرِمَةٍ وَ بَنَّاءَةٍ. لِكَيْ يَكُونَ الحِوارُ ناجِحًا، يَجِبُ أَنْ يَقُومَ عَلَى أُسُسِ الاحْتِرامِ المُتَبادَلِ، حَيْثُ يَتَقَبَّلُ كُلُّ شَخْصٍ رَأيَ الآخَرِ دُونَ تَجاوُزٍ أَوْ تَعدٍّ. هَذَا الأُسْلُوبُ يُعَزِّزُ الفَهْمَ المُشْتَرَكَ وَ يُقَلِّلُ مِنَ الخِلافاتِ وَ النِّزاعاتِ.
مِنْ ضَرُورِيَّاتِ الحِوارِ الإيجابِيِّ أَنْ يَكُونَ مُراعِيًا لِمَشاعِرِ الآخَرِينَ، بِحَيْثُ لا يُقَلِّلُ مِنْ شَأْنِ رَأيِهِمْ أَوْ يَسْخَرُ مِنْ أفكارِهِمْ. العِبَارَاتُ الواضِحَةُ وَ اللُّطْفُ فِي التَّعْبِيرِ يَجْعَلانِ الحِوارَ أَكْثَرَ تَأْثِيرًا وَ إِقْناعًا. كَما يَجِبُ تَجَنُّبُ اللَّفْظِ الجارِحِ أَوِ التَّعْصُّبِ لِرَأيٍ واحِدٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ يُفْقِدُ الحِوارَ قِيمَتَهُ وَ يُؤَدِّي إِلَى التَّباعُدِ بَدَلَ التَّقارُبِ.
الحِوارُ الإيجابِيُّ يَبْنِي جُسُورَ الثِّقَةِ بَيْنَ الأَفْرادِ، وَ يُعَزِّزُ التَّعايُشَ السَّلِيمَ فِي المُجْتَمَعِ. لِذَلِكَ، عَلَيْنا أَنْ نُدْرِكَ أَهَمِّيَّةَ التَّعامُلِ بِاحْتِرامٍ مَعَ الآخَرِينَ، وَ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِفَهْمِ وُجْهاتِ نَظَرِهِمْ حَتَّى لَوْ كَانَتْ مُخالِفَةً لِآرائِنا. بِهَذَا الأُسْلُوبِ نَسْعَى إِلَى بِناءِ مُجْتَمَعٍ أَكْثَرَ تَآلُفًا وَ تَقَدُّمًا.
تعليقات
إرسال تعليق