القائمة الرئيسية

الصفحات

خطة برنارد لويس: مؤامرة تقسيم الشرق الأوسط وإفريقيا وكيف نجحت مصر في إفشالها



بقلم : حمادة عبد الجليل خشبه 


سمعت برنامج آخر النهار على قناة النهار الفضائية اول امس البرنامج دا كان مستضيف الدكتور وسيم السيسي وكان يحاوره الإعلام المتميز تامر أمين تكلم فيه الدكتور وسيم السيسي عن خطة برنارد لويس لتقسيم الشرق الأوسط واد اية أفشلت مصر هذا المخطط واد إيه مصر بلد قوية، تعتبر هى رمانة الميزان فى أفريقيا والشرق الأوسط حيث كان ومازال الشرق الأوسط وإفريقيا محط أنظار القوى الدولية، لما تحويه من موارد طبيعية هائلة وموقع جغرافي استراتيجي يجعلها مركزًا للعالم. على مر العقود، ظهرت العديد من المخططات التي استهدفت زعزعة استقرار المنطقة، وكان من أبرزها مخطط المؤرخ الأمريكي البريطاني برنارد لويس. هذه الخطة، التي وصفت بأنها أخطر المؤامرات السياسية، تضمنت رؤية شاملة لتقسيم دول الشرق الأوسط وإفريقيا إلى كيانات صغيرة وضعيفة تقوم على أسس عرقية وطائفية ودينية، بهدف إضعاف الدول الكبرى في المنطقة وضمان الهيمنة الغربية عليها.


ركزت الخطة على تفتيت الدول ذات الثقل السياسي والعسكري، حيث كانت العراق في طليعة المستهدفين. قُسّم العراق وفقًا للخطة إلى ثلاث دول: دولة كردية في الشمال، ودولة سنية في الوسط، ودولة شيعية في الجنوب، لتتحول بذلك إلى مجموعة من الكيانات المتصارعة. سوريا لم تكن بعيدة عن هذا المخطط، حيث اقترحت الخطة تقسيمها إلى دويلات طائفية تشمل دولة علوية في الساحل، ودولة درزية في الجنوب، ودولة سنية في باقي المناطق. الهدف كان واضحًا، وهو القضاء على دور سوريا الإقليمي وإغراقها في صراعات داخلية.

اقرا ايضاظل لن يغيب…

أما المملكة العربية السعودية، فقد تضمنت الخطة تقسيمها إلى ثلاث مناطق رئيسية: الحجاز كمركز ديني مستقل، ونجد ككيان داخلي تقليدي، والمنطقة الشرقية الغنية بالنفط التي يمكن وضعها تحت السيطرة الغربية المباشرة لضمان استمرار تدفق الموارد. حتى اليمن، الذي يعاني من انقسامات عرقية ومذهبية، كان ضمن المخطط ليتم تقسيمه إلى شمالي وجنوبي، مما يعزز الصراعات القائمة ويمنع استقراره.


لم تقتصر خطة برنارد لويس على الشرق الأوسط فقط، بل امتدت لتشمل إفريقيا. السودان كان أول ضحايا هذا المخطط، حيث انفصل جنوب السودان عام 2011 ليصبح دولة مستقلة بعد سنوات طويلة من الصراع. كما استهدفت الخطة تقسيم ليبيا إلى ثلاث مناطق استنادًا إلى تركيبتها القبلية والجغرافية: برقة في الشرق، وفزان في الجنوب، وطرابلس في الغرب، مما يعزل الموارد ويحول البلاد إلى ساحات حرب مفتوحة. ولم تكن دول الساحل الإفريقي بمنأى عن هذا التقسيم، حيث طُرحت أفكار لفصل العرب عن الأفارقة السود في دول مثل مالي وتشاد والنيجر، لمنعهم من الاستفادة من ثرواتهم الطبيعية الهائلة.


مصر كانت ضمن الدول المستهدفة بقوة في هذا المخطط. شملت الرؤية تقسيمها إلى ثلاث دويلات: دولة إسلامية في شمال الدلتا، ودولة قبطية في جنوب البلاد، مع فصل شبه جزيرة سيناء وربطها بقطاع غزة لتشكيل كيان فلسطيني جديد. كان الهدف من هذا السيناريو هو القضاء على قوة مصر الإقليمية وتركها في حالة ضعف دائم.


رغم ما تعرضت له المنطقة من محاولات تفتيت، كانت مصر درعًا منيعًا أمام تنفيذ هذا المخطط. بفضل وعي شعبها وإصرار مؤسساتها، تمكنت من التصدي لكل محاولات تقسيمها. لعب الجيش المصري دورًا حاسمًا في الحفاظ على استقرار الدولة وحماية وحدتها، خاصة خلال فترات الاضطراب التي أعقبت ثورة يناير 2011. لم يسمح المصريون لأي جهة بتأجيج الفتن الطائفية أو العرقية، حيث أدركوا أن وحدة دولتهم هي سر قوتهم.


إلى جانب ذلك، تبنت مصر سياسة خارجية ذكية دعمت وحدة الدول العربية والإفريقية، وسعت لحل النزاعات الإقليمية بما يحفظ استقرار المنطقة. كما استثمرت في مشروعات قومية كبرى عززت الاقتصاد ورفعت الروح الوطنية، مثل مشروع قناة السويس الجديدة.


رغم خطورة خطة برنارد لويس ومحاولات تفتيت المنطقة، أثبتت مصر أنها ليست مجرد دولة، بل هي قلب الشرق الأوسط النابض، وقوة قادرة على إفشال أي مخطط يستهدف كيانها أو كيان الدول المحيطة بها. تاريخ مصر، الممتد عبر آلاف السنين، يعكس قدرتها الدائمة على الصمود أمام التحديات، وهي اليوم، كما كانت دائمًا، الحصن المنيع للأمة في وجه كل المؤامرات.


حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها 

تحيا مصر

تعليقات