متابعة/ أيمن بحر
فى حوار على احد القنوات التلفزيونيه ناقش الكاتب والباحث السياسى طه عودة أغلو، وأستاذ العلوم السياسية حسين ريوران مستقبل سوريا فى ظل هذه التحديات.
فى بداية النقاش طرح طه عودة أغلو تساؤلاً مهمًا حول نوايا تركيا فى سوريا مشيرًا إلى أن الاستقرار السورى يعد أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لتركيا خصوصا بعد سنوات من التبجيرات والهجمات الإرهابية التى طالت الأراضى التركية.
وأضاف أن تركيا لطالما سعت إلى تحقيق تطبيع مع الرئيس بشار الأسد من خلال اللغة الدبلوماسية فى مسعى لتهدئة الوضع السياسى فى سوريا.ورغم هذا يبقى هناك قلق كبير حول دعم تركيا لبعض الفصائل المسلحة فى سوريا وهو ما قد يهدد استقرار المنطقة.
وفى هذا السياق أكد عودة أغلو أن تركيا لن تسمح بأى حال من الأحوال بأن تسيطر جماعة تحرير الشام (التى تعد منظمة إرهابية وفقا للعديد من الدول) على سوريا
من جانبه أكد حسين ريوران أن إيران تعد لاعبًا مساعدا فى الدفاع عن النظام السورى لكنها لا يمكنها أن تكون الأساس فى مواجهة التنظيمات المسلحة.
وأوضح أن الجيش السورى يجب أن يكون هو العنصر الرئيسى فى الميدان داعيا إلى ضرورة البحث عن حل سياسى للأزمة السورية لتجنب المزيد من التصعيد العسكرى الذى قد يكون مكلفًا لجميع الأطراف.
وأشار ريوران إلى أن إيران فى الوقت الحالى تواجه تحديات فى المنطقة لا سيما فيما يتعلق بتقليص نفوذها فى سوريا والعراق.
واعتبر أن الحل السياسى وفقًا للقرار 2254 هو الخيار الأنسب مع ضرورة مشاركة جميع الأطراف فى هذا الحل خاصة فى ظل خطر تصاعد الحرب الأهلية فى سوريا.
أشار عودة أغلو إلى أن تركيا تخشى من وقوع سوريا فى فوضى قد تؤدى إلى تقسيمها وهو ما يهدد أمنها القومى بشكل كبير.
وأضاف أن هناك مناقشات فى تركيا حاليًا حول التفاهمات غير المعلنة مع روسيا والقلق من تزايد النفوذ الإسرائيلى فى المنطقة مما يزيد من تعقيد الموقف.
وفيما يتعلق بالحلول السياسية أكد ريوران أن المباحثات الجارية حول قرار 2254 قد تفتح بابا لحل سياسى يشمل جميع الأطراف السورية.
ولكنه شدد على أن الحل العسكرى لا يزال ممكنا لكنه قد يكون كارثيًا على الجميع مشيرًا إلى أن إيران تعمل حاليًا على تحجيم نفوذ الفصائل المسلحة فى سوريا، سواء كانت تابعة للنظام أو المعارضة.
ويبقى مستقبل سوريا غامضا مع استمرار الصراع بين القوى المحلية والإقليمية. تركيا رغم دعمها لبعض التنظيمات المسلحة تبدو فى موقف حساس حيث تسعى لتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف.
من ناحية أخرى إيران تدرك أن نفوذها فى المنطقة مهدد وأن الحل السياسى هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد والفوضى.
وفى نهاية المطاف قد يكون القرار السياسى والمفاوضات الدولية العامل الحاسم فى تحديد ملامح المستقبل السورى.
تعليقات
إرسال تعليق