القائمة الرئيسية

الصفحات

 الفتن القبلية والطائفية دمرت منطقتنا العربية..... وطرق التصدي. 

الفتن القبلية والطائفية دمرت منطقتنا العربية.....
وطرق التصدي

Published from Blogger Prime Android App
بقلم: عصام سيدأحمد
لا يخفي علي احد وضعنا العربي الذي أصبح مرتعا لقوي الشر المتربصة به لتنال من الثروات التي يتمتع بها عالمنا العربي.. 
فما يحدث في السودان صراع داخلي قبلي مستتر بعباءة الدين.. 
وما يحدث في اليمن وليبيا والعراق واخيرا سوريا... 

ان ما تشهده المنطقة العربية في ما هو الا عودة مؤسفة لاستخدام الخطاب الطائفي كأداة للصراع السياسي ولا شك أن هذا الأمر يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن واستقرار المجتمعات التي عانت الأمرين بسبب الصراعات الطائفية والقبلية وتداعيتها حيث إن حالة من الفوضى والعنف قد تشهدها جرت بعض البلاد إلى حروب دموية لا تتوقف عند حدود معينة والنتيجة دائمًا هي خسارة الكل والتاريخ شاهد على قذارتها وفظاعتها ونتائجها الوخيمة.

مع تزايد استخدام اللهجة الطائفية يبرز للأذهان أهمية التصدي لها فتجارب الماضي القريب أثبتت أن استغلال الدين في الصراعات السياسية لا يؤدي إلا إلى خراب الأوطان وتفكيك المجتمعات وإثارة النعرات التي لا تخدم إلا الأعداء 

لذلك نحن أمام مفترق طرق حيث إن التصدي لهذه الفتن يعد مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود بين جميع فئات المجتمع وفي سياق يتّسم بالتوتر وعدم الاستقرار تصبح أهمية التحصين ضد الخطابات الطائفية أكثر ضرورة من أي وقت مضى ولقد شهدنا كيف يمكن أن تؤدي الفتن الطائفية والقبلية إلى تقويض الجهود الرامية إلى بناء السلام والسلم الاجتماعي.

هذا الأمر يتطلب التصدي للفتن في أي وقت من الأوقات زيادة الوعي بين الشباب والقادة إذ إن الوعي هو السلاح الأقوى ضد استغلال الطائفية والتستر وراء عباءة الدين فمتى ما أدركنا وشممنا ريحها التي تلوي فكر مجتمعاتنا فعلينا أن ندرك أن من ورائها خراباً عظيماً لذلك يجب أن نتحصن بوعينا من خلال تعزيز المفاهيم الوطنية وترسيخ قيم التنوع والعيش المشترك فعبر الحملات والبرامج التعليمية يمكننا غرس قيم التسامح والمواطنة في نفوس الأجيال الحالية والقادمة بالإضافة إلى ذلك ينبغي أن تُعزز قنوات التواصل بين الطوائف  المختلفة لمحاربة الصور النمطية والكراهية التي تتغذى على الانقسام ولنكن يداً واحدة لوضع حد لها فالمدارس والمساجد والمراكز الثقافية والفنية يمكنها جميعاً أن تلعب دورًا حيويًا في إعادة بناء الجسور بين المجتمعات كما أن إشراك مختلف الأطراف في الحوار البناء حتما سيؤدي إلى تعزيز الثقة المتبادلة وتفكيك روايات الكراهية التي تغذي النزاعات وتنميها لتصبح وحشًا كاسرًا يهدد أملنا في نهضة أمتنا وريادتها وحفظ أمنها واستقرارها.

ختاماً أدعو الجميع إلى التمسك بخيار الدولة والولاء لولاة الأمر حيث إن هذا هو السبيل الوحيد للنجاة من الفتن والمشاريع العبثية التي تعصف بأمن أوطاننا ومستقبلها بين الحين والآخر
لذا هي دعوة صريحة خالصة لسلامة امتنا المنهارة.. علينا جميعا أن نكون حراسًا للوعي ونعمل معًا لحماية أوطاننا من أي محاولة لتفكيكها على أسس طائفية او قبلية وعدم الإنصياع وراء تجار الدين.... انها المسؤولية المشتركة يتحملها جميع أفراد المجتمع كل حسب موقعه ولنعمل بجد للمستقبل الذي نريد يجب أن نتذكر أن الأمل يكمن في وحدتنا وقوتنا المشتركة وأن التكاتف هو الطريق نحو بناء غدٍ أفضل تُزرع فيه قيم العدالة والمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم.

تعليقات