كتب/ أيمن بحر
تشهد مدينة حلب ومحيطها بالإضافة إلى مناطق أخرى فى شمال سوريا، تصاعداً فى الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش السورى والفصائل المعارضة فى وقت تشير فيه التقارير إلى تعقيدات ميدانية وأبعاد إقليمية ودولية.
وأكد مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبد الرحمن أن الوضع في حلب يعكس مشهداً معقداً للغاية حيث إن السيطرة الكاملة على المدينة لم تتحقق بل تتركز العمليات فى المناطق المحيطة.
وتحدث عبد الرحمن عن أن أحياء مدينة حلب لم تخضع للسيطرة الكاملة مشيراً إلى أن مناطق مثل الراشدين بأحيائها الأربعة كانت تاريخياً تحت سيطرة الفصائل المسلحة قبل خمس سنوات.فى المقابل أكد أن هيئة تحرير الشام تمتلك ترسانة عسكرية متقدمة تشمل أكثر من ألفي طائرة مسيرة انتحارية ونحو 150 عنصر انتحارى جاهزين لتنفيذ هجمات إذا استعصت الجبهات. حتى الآن لم تستخدم الهيئة هذا النوع من الهجمات بشكل واسع مما يثير تساؤلات عن استراتيجية هذه الفصائل فى الميدان.وأضاف عبد الرحمن أن المواجهات قد تتوسع لتشمل مناطق فى جنوب إدلب وريف حماة الشمالى ما يشير إلى أن المعارك قد تشتعل فى مواقع استراتيجية مثل خان شيخون والهبيط وربما تتجاوز إلى نقاط المراقبة التركية التى كانت قائمة بموجب اتفاقيات سابقة بين تركياوروسيا.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الفصائل المسلحة ومنها هيئة تحرير الشام تحظى بدعم لوجستى وعسكرى متقدم من جهات إقليمية مثل تركيا وربما جهات دولية أخرى. وأوضح أن عناصر الهيئة قد تلقوا تدريبات فى مناطق بجنوب غرب إدلب من قبل ضباط من دول أوروبية شرقية وهو ما أكده المرصد منذ أشهر.
وفيما يتعلق بالخسائر أفاد عبد الرحمن بمقتل 87 عنصراً من قوات النظام بينهم 62 من الجنود السوريين والباقى من الميليشيات الموالية لإيران. أما الخسائر فى صفوف المدنيين فقد وصلت إلى 25 قتيلاً نتيجة القصف المتبادل والاشتباكات.
تشهد حلب حالة من القلق بين السكان خاصة بعد انسحاب القوات الروسية من بعض المواقع شمال المدينة. وقال عبد الرحمن إن بعض الأهالي يخططون للفرار إلى مناطق مثل الرقة خوفاً من انهيار الجبهات ودخول الفصائل المسلحة إلى أحياء غرب حلب.
وختم عبد الرحمن بالإشارة إلى أن ما يجرى فى حلب ليس مجرد معركة ميدانية بل جزء من صراع أوسع يتضمن محاولات لإعادة رسم النفوذ الإقليمي والدولي داخل سوريا
وأضاف أن الوضع مفتوح على احتمالات عدة، تشمل تقسيم البلاد أو تصاعد العمليات العسكرية فى أكثر من جبهة.
يبقى الصراع فى حلب وسوريا عموماً مؤشراً على تعقيدات الحرب التى تزداد تعقيداً مع دخول عوامل دولية وإقليمية جديدة ما يجعل من الصعب التكهن بمآلات الوضع الراهن.
تعليقات
إرسال تعليق