بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 نوفمبر 2024
الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يسبح له ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد عبدالله ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين أما بعد عندما هاجر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، كان فيها ثلاث قبائل من اليهود، وحينما شرد اليهود في الأرض وكانوا كما قال الله تبارك وتعالى "وقطعناهم في الأرض أمما" جزاء ما أفسدوا سلط الله تعالي عليهم أعداءهم وأدبهم من أدبهم، ومن هؤلاء الرومان الذين شتتوهم في أنحاء الأرض.
وكان منهم قبائل ذهبت إلى بلاد العرب وإستوطنت ضواحي يثربن وهذه القبائل هي قبائل بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، وجدهم النبي صلى الله عليه وسلم حول المدينة فعقد معهم اتفاقا، وكما كانت هناك إتفاقية مشهورة، كتبت وحددت العلاقات ونظمت الحقوق والواجبات بين أهل هذه المدينة التي تعتبر أساسا للدولة الجديدة، فالمدينة كانت تأسيسا لجماعة جديدة، ولم يقل القرآن "يا أيها الذين آمنوا" إلا في العهد المدني لأن هذا خطاب للجماعة المؤمنة، وقبل ذلك كان النداء من الله تعالي "يا أيها الناس" وقال تعالي أيضا "يا أهل الكتاب" وإنما في المدينة قال تعالي " يا أيها الذين آمنوا" لأنه تأسست جماعة جديدة على أساس الإيمان بالله تعالي وبرسالاته وبكتابه وباليوم الآخر، وأقام الرسول صلي الله عليه وسلم هذه المعاهدة لضبط الأمور وتحديدها.
ولذلك يعتبر كثير من الدارسين والباحثين في السيرة النبوية يعتبرون هذه المعاهدة بمثابة دستور مكتوب ينظم العلاقة بين المسلمين بعضهم وبعض والقبائل بعضها وبعض وبينهم وبين اليهود في حالة السلم وفي حالة الحرب، ومما يذكر أن النبي صلي الله عليه وسلم وجدهم يصومون يوم عاشوراء، العاشر من المحرم، فسألهم لماذا تصومون هذا اليوم فقالوا هذا يوم نجى الله فيه نبي الله موسى وبني إسرائيل فقال صلي الله عليه وسلم "نحن أولى بموسى منكم" فصامه وأمر بصيامه، وصيام يوم العاشر من المحرم، ولكنه في أواخر حياته كان يحب أن يتميز عن أهل الكتاب ويقول دائما خالفوهم حتى تتميز الشخصية المسلمة عن غيرها في عباداتها ومعاملاتها وأخلاقياتها ولا تذوب في غيرها من الأمم، فلذلك قال في آخر حياته " لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع " أي مع العاشر.
يصوم يومين حتى لا يكون اليوم العاشر الذي يصومه أهل الكتاب، ولكنه قدر له صلي الله عليه وسلم أن يلحق بالرفيق الأعلى ويلقى ربه فلم يصم اليوم التاسع ولكنه عزم على هذا فأصبح سنة، ومن أجل هذا نوصي المسلمين بصيام عاشوراء وتاسوعاء أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، والمهم أن هؤلاء اليهود سرعان ما نقضوا العهد، وسرعان ما نكثوا العهود وتعدوا الحدود وغلبت عليهم طبيعة الغدر التي تعودوا عليها حتى مع رسل الله ومع أنبيائه، اللهم إنا نسألك الإصلاح في الولد، والعافية في الجسد، والأمن في البلد، اللهم احفظ حاكم البلاد بحفظك، واكلأه بكلاءتك، وأيده بتأييدك، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
تعليقات
إرسال تعليق