القائمة الرئيسية

الصفحات

ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 نوفمبر 2024
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبده رسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد يا أيها الأخوة المسلمون حاولوا أن تدرسوا سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، تدرسوها من ينابيعها الصافية، من القرآن الكريم، ومن الحديث ومن كتب السيرة النبوية الشريفة، ومن كتب التاريخ العام ومن غيرها من الكتب حتى تعيشوا مع هذا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وتتأسوا به وليكون لكم نعم المعلم ونعم الأسوة، فإن الإنسان دائما مودع ومستقبل، مودع يوما ومستقبل يوما، مودع أسبوعا ومستقبل أسبوعا، مودع شهرا ومستقبل شهرا، مودع عاما ومستقبل عاما، وهذه كلها محسوبة من عمر الإنسان. 




فإن كل عام ينقضي بل كل يوم ينقضي بل كل ساعة تنقضي بل كل لحظة تنقضي هي صفحة من كتاب الإنسان تطوى وورقة من شجرة تذبل، حتى ينتهي الأجل، فيقول تعالي " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" وإن من حق الإنسان أن يقف في رأس العام وقفتين، وقفة يحاسب فيها نفسه الحساب الختامي على عام مضى، ماذا سجل فيه من خير؟ وماذا إكتسب فيه من شر؟ وماذا له وماذا عليه ؟ وماذا ربح وماذا خسر؟ وفي أي شيء ربح وفي أي شيء خسر؟ فإن التاجر الواعي هو الذي يحاسب نفسه آخر كل عام، ويجرد حساب الأرباح والخسائر ليحاول أن يتفادى الخسائر وأن يزداد من الأرباح، فهذا في أرباح الدنيا وخسائرها، فما بالكم بأرباح الآخرة وخسائرها، فمن واجب كل مسلم أن يقف هذه الوقفة. 





ومن واجب الأمة أن تقف هذه الوقفة على رأس كل عام، ماذا قدمت؟ وماذا أخرت؟ ماذا كسبت فيه وماذا خسرت؟ ومن حق الأمم الواعية النضيجة البصيرة أن تقف هذه الوقفة لتعرف ماذا صنعت، وهل أدت الأمة واجبها؟ أم لم تؤدي الواجب المطلوب منها، فهذه المحاسبة دليل الحياة والوعي والإيمان، ودليل العقل، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاقل الفطن المتصرف التصرف الحسن الكيس من دان نفسه، من حاكمها وحاسبها، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم" فإن الأمر ليس بالأماني فقال تعالي "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 



فليست الجنة بالعناوين، ولا بالأسماء ولا بالدعاوى، فيقول تعالي "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، من يعمل سوء يجزى به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا" ويقول تعالي "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا" أسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا في ديننا وأن ينير لنا طريقنا وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وادعوه يستجب لكم.

تعليقات