القائمة الرئيسية

الصفحات

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 نوفمبر 2024
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما، " وإنك لعلي خلق عظيم" أما بعد إننا حينما نتحدث عن هذه الأحداث نذكر الناس بنعمة عظيمة، والتذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب، والله تعالى أمرنا بذلك في كتابه الكريم فقال "قل يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا، إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا" ويذكر بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب حينما غزت قريش وغطفان. 




وأحابيشهما النبي صلي الله عليه وسلم والمسلمين في عقر دارهم، وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم وأرادوا إبادة خضراء المسلمين وإستئصال شأفتهم وأنقذهم الله تعالي من هذه الورطة وأرسل عليهم ريحا وجنودا لم يرها الناس من الملائكة، ويذكرهم الله تعالي بهذا، فاذكروا لا تنسوا هذه الأشياء، معناها أنه يجب علينا أن نذكر هذه النعم ولا ننساها، وفي آية أخرى يقول تعالي "قل يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيدهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون" فيذكرهم بما كان يهود بني قينقاع قد عزموا عليه أن يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكروا مكرهم وكادوا كيدهم وكان مكر الله أقوى منهم وأسرع، فيقول تعالي "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" وذكر النعمة مطلوب إذن. 




أن تذكر نعم الله تعالي في هذا ونذكر المسلمين بهذه الأحداث وما فيها من عبر وما يستخلص منها من دروس، أيعاب هذا ؟ أيكون هذا بدعة وضلالة ؟ ثم من ناحية أخرى أن هذا الحديث عن هذه الأحداث الكبيرة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حادث الهجرة أو غزوة بدر أو فتح مكة أو غير ذلك إنما تمثل تجسيدا للأسوة المحمدية، فنحن مأمورون أن نأتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نتخذه مثلا بشريا أعلى لنا، فقد وضع الله تعالي فيه الكمالات التي تفرقت في الرسل وإجتمعت في شخصه، فإن الله تعالى ذكر له عدد من الرسل ثم قال "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده" فاقتدى بهدي الأنبياء وبهدى الأنبياء جميعا، ولذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" 




فتمم الله تعالي فيه المكارم التي توزعت عند الآخرين، فمن حقنا أن نتمثل هذه الأسوة، فقال تعالي " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" فهو صلي الله عليه وسلم أسوة في كل شيء، أسوة في معاملته للحق تبارك وتعالى، وفي معاملة الحق له، أسوة في معاملته للخلق سواء كانوا أنصارا أم خصوما، موالين أم معادين، وكذلك في معاملة الخلق له، هو صلي الله عليه وسلم أسوة في ذلك كله وسيرته حافلة وجامعة يستطيع كل إنسان أن يتخذ منها موضعا للقدوة، اللهم لا تجعل في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته ولا ضالا إلا هديته ولا غائبا إلا رددته، ولا عدوا إلا خذلته وقصمته، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل المسلمين.

تعليقات