القائمة الرئيسية

الصفحات

نص بعنوان /بطيئة 
ما أصعب الانتظار 
صمت رهيب 
وسط دوامة من ضجيج 
وساوس و روايات 
حريق يطلب الطريق 
بداخلي غليان و عواصف 
صمت بألف لسان 
و أنا في قفص الانتظار 
كعصفور قصت له الجناحان 
ما عاد يستطيع التحليق في المكان 
ضاقت عليه الأرض 
أطبقت عليه سماء الرحمن 
صمت و هدوء 
أمواج تأخذني 
تلعب بي 
كورقة في مهب الريح 
في مكاني متجمدة 
لكن خيال 
وساوسي 
 تسيطر علي 
أختنق 
لم أعد أعرف
كيف يتنفس البشر 
نسيت كل شيء 
توقفت نبضاتي 
أنفاسي تؤلمني 
هوائي مسموم 
سهام تذبح صبري 
و دقات الساعة 
تزيد من طول المسافات 
تدق أجراسها 
تكمل دورتها 
كأنها تمرر سكينا لتزيد من آهاتي 
كم طال انتظاري 
نعم سبق و انتظرتك ها هنا 
تعرفني قاعات الإنتظار 
و تلك العصافير 
و حتى أعشاشها و الصغار 
نعم تعرفني أعمدة الإنارة 
و حراس القطار 
و غبار العجلات 
لكن هذه المرة 
بطيئة هي الثواني 
غريبة هي المحطة 
و حتى كرسي كان قد ألفني 
يسألني 
متى يأتي زائري 
متى تعانقين الفرح 
متى تسطع شمس اللقاء 
متى تحملين حقائب الذكريات 
تفرغين ما بداخلها من أشواق 
تعانقين فجر الدعاء 
صمت يأكل نبضاتي 
يحرق ذاتي 
يجعل مني 
جسدا باردا 
حارقا 
جامدا 
مهتزا 
صامتا 
و ضجيجا يرحل بي 
يرمي بي 
يغرقني 
في عمق العتمات 
كعصفور أنا
قصت جناحاته 
كمم فمه 
لا يستطيع الطيران 
و لا حتى غناء الألحان 
و لا البكاء 
و لا الكلام 
صمت رهيب 
و إنتظار مغرور 
يمشي أمامي 
مختالا 
يبتسم لي 
كأنه يقول لي 
سيطول إنتظارك 
و ستصبحين ملكي 
فقد دخلت في عداد ممتلكاتي
من بعيد أسمع مناديا 
أرى من يلوح من بين أمواج عالية  
يقول أنا هنا 
انتظريني رممي طريق العبور 
أكتبي قصيدة إصرار 
لتكون سلم وصول 
لحلم جميل 
كادت تأكله محطات الإنتظار 
تعالي لقلبي 
ضمدي جراحي 
كوني ترياقا لسنين سقطت من عمري 
نثرتها رياح هنا و هناك 
بقلمي / سعاد شهيد

تعليقات