القائمة الرئيسية

الصفحات

أيتها المرأة، لا تبحثي عن الحب، فالأرواح تعرف طريقها

أيتها المرأة، تأملي روحك في صمت الليل حين تسكن الأصوات وتهدأ الأرواح. في تلك اللحظات العذبة حيث يغلف الهدوء المكان، تبدأ الأرواح في الكشف عن أسرارها الدفينة، همساتها وأحزانها التي تخفيها عن الأعين. في تلك اللحظات، تدركين أنك لن تجدي من يفهمك إلا من يحمل في روحه جزءاً من روحك، من يعرف ألمك دون كلمات ويشعر بسعادتك من بريق عينيك.

تخيلي، أيتها المرأة، تلك اللحظة التي تسيرين فيها في زحام المدينة، وحيدةً وسط جمع من البشر. تشعرين بالبرودة تتسلل إلى قلبك رغم حرارة الشمس، فتقفين، وتغمضين عينيك، وتتركين دمعة تسقط على وجنتيك. تلك الدمعة التي لا يراها أحد، ولكنك تعلمين أن هناك من يشعر بها، من يعرف سببها، حتى وإن كان بعيداً عنك جسداً، فهو قريب منك روحاً.
تذكري، أيتها المرأة، تلك الأوقات التي شعرتِ فيها بالضياع، حين كانت الحياة ترمي بثقلها على كاهلك، وحين شعرتِ بأنك تسبحين في بحر من الظلام بلا منقذ. في تلك الأوقات، هناك من يجلس في زاوية مظلمة أيضاً، يعاني نفس الألم، يتقاسم معك نفس الوحدة والحزن. تجدين أن الأرواح تتلامس في البعد، تتشابك خيوطها غير المرئية، وتواسي بعضها بصمت.

أيتها المرأة، لا تشغلي قلبك بمن هم حولك جسداً ولا يشعرون بك، ولا تحزني لفراق من لم يحمل جزءاً من روحك. ابحثي عن تلك الروح التي تعرفك، تفهمك دون أن تتحدثي، تشعر بك دون أن تريها. تلك الروح التي حين تلتقين بها، تجدين السلام والراحة، وكأنكما تلتقيان بعد رحلة طويلة من الضياع.

في النهاية، أيتها المرأة، تذكري أن الأرواح هي التي تتعرف على بعضها، وهي التي تمنحنا الشعور بالأمان والحب الحقيقي. فابحثي عن تلك الأرواح التي تلمس قلبك، وتعرفك كما أنتِ، دون أن تحتاجي للكلمات لتشرحي لها. لأنك حين تجدينها، ستدركين أن الحب الحقيقي ليس في القرب الجسدي، بل في تقارب الأرواح وفهمها لبعضها البعض.

بقلم : إدريس أبورزق / المغرب

تعليقات