بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد، إن الآجال فهي كالأرزاق بيد الله تعالى وحده، فالمؤمن يعلم علم اليقين أن الآجال بيد الله تعالى وحده وأن ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وقال الإمام الثعالبي إن أيام العمر وساعات الدهر كمراحل معدودة، إلى وجهة مقصودة، فلا بد مع سلوكها من انقضائها وبلوغ الغاية عن انتهائها، وللنفوس مواعيد تطلب آجالها وللموت تغدو الوالدات سخالها وما نحن إلا كالركب، فمن ذي منهل قصد يبلغه دانيا.
ومن ذي منزل شحط يلحقه متراخيا، مولاي يعلم أن الأعمار مقدرة لآمادها، والآجال مؤخرة لميعادها، فلا إستزادة ولا إستنقاص ولا فوات ولا مناص، فالآجال آماد مضروبة وأنفاس محسوبة ولذلك استأثر الله بوجوب البقاء وآثر لخلقه صلة الوجود بالفناء، فالآجال بيد الله، فإذا شاء مدها بحكمة وافية وإذا شاء قصرها بلطيفة خافية" أرأيتم لو أن أرزاق الناس وآجالهم بيد بشر منهم، فكم يحصل في الأرض من الظلم والبغي والفساد؟ فما ترك الله تعالى ذلك للخلق، ولو تُرك إليهم إذن لظلم بعضهم بعضا، ونسي بعضهم بعضا، وغفل بعضهم عن بعض، فأرزاق الناس وآجالهم بيد من لا يظلم ولا ينسى ولا يغفل، جلّ ثناؤه، وتقدست أسماؤه، سبحانه وبحمده، فإن الآجال والأرزاق مكتوبة ومحسوبة.
اقرا ايضا القاهرة للعرائس يحتفل ب" يوم اليتيم"
اقرا ايضاقارئة الفنجان
كما أن الأرزاق والآجال لا تأتي إلا من عند الله تعالى وحده، فإنها كذلك مكتوبة ومحسوبة ومحدودة ومعدودة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، قال "إن أحدكم يُجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات برزقه وأجله وشقي أو سعيد " رواه البخاري، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أن الملك يسأل الله تعالي فيقول يا رب، ذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما يشاء، ويكتب الملك، ثم يقول يا رب، أجله؟ فيقضي ربك ما يشاء، ويكتبه الملك، ثم يقول يا رب، رزقه؟ فيقضي ربك ما يشاء، فيأخذ الملك بالصحيفة في يده، فلا يزاد في أمر ولا ينقص" رواه مسلم.
فقضية الآجال والأرزاق محسومة، لا يزاد فيها، ولا ينقص منها، ولن يموت حيّ حتى يستكمل ما له من رزق، وما له من عُمر، وبناء على تدبير الحكيم الخبير لخلقه، وقسمته لأرزاقهم، وضربه لآجالهم فإن الخلق متفاوتون في الرزق وفي الأجل وفي العمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "الناس أربعة، والأعمال ستة موجبتان، ومثل بمثل، وحسنة بعشر أمثالها، وحسنة بسبع مئة ضعف، والناس موسّع عليه في الدنيا والآخرة، وموسّع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا موسّع عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا والآخرة، وشقي في الدنيا وشقي في الآخرة" رواه أحمد.
تعليقات
إرسال تعليق