القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن القلق على الرزق


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024
الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ومصطفاه، دعا إلى الله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه الميامين، وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد إن قضية الرزق مكتوب حتى لا يحمل الإنسان نفسه فوق ما تحتمل، فهو مطالب بالأخذ بالأسباب، حيث قال تعالي " فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقة " ولن ينزل من السماء أن تمطر ذهبا أو فضة، نعم في السماء أرزاق تنزل، وفي مطر ينزل، لكن لن تمطرك ذهبًا وفضة، لكن هناك قدر بالرزق ينزل، وهناك مطر يعين على الرزق ينبت الله به ما ينبت، يعين على الرزق، ولذلك إذا ابتغيت السبب، يعني ضربت في الأرض، مشيت في مناكبها، وسعيت، وولجت الأبواب.




وما يتعلق بذلك من دراسة وسعي وسؤال وتقديم، ونحو ذلك، بل عمل مباشر في هذه الأرض من زراعة وصناعة واستيلادا لهذه الثروة الحيوانية، ونحو ذلك، أو الإجارة بتأجير النفس فيما يسمى بعالم الوظائف، كلها عوالم، وعوالم جعلها الله، زراعة وصناعة وتجارة، وإجارة أسباب، وأبواب، والمطلوب أن يجلها الإنسان، وبعضهم على طبق دون تعب، وهذا ليس مسلك العقلاء، وإذا نجحت عند بعض الناس لسبب أو لآخر فإنها لن تنجح عند الأكثر، وإن أبواب الرزق حتى فيما فجره الله تعالى في هذا الزمن من هذه الشبكات، فإنها تحمل، وفيها أبواب للزرق أيضا، واعلم أن الله إذا سد عليك بحكمته طريقا فإنما يفتح لك برحمته طريقا آخر قد يكون أنفع منه، وأوسع رزقا، وتذكر أن من أسماء الله تعالى المقيت.



ومعنى المقيت هو الذي يوصل إلى كل مخلوق رزقه المناسب له، وما يقتات به وعليه، فهو المقيت سبحانه، وهو خير الرزاقين، يرزق المسلم والكافر، وإذا كان يرزق حشرة أفلا يرزق الإنسان؟ وإذا كان يرزق الكافر أفلا يرزق المؤمن؟ واعلموا أن القلق على الرزق من الشيطان " الشيطان يعدكم الفقر " ويقيم لك هذا الهاجس دائما منصوبا أمامك في ذهنك حتى يجعلك تحزن، وربما يفوت عليك بالإكتئاب فرصا للرزق، فتنبه، ولذلك إذا بذلت الأسباب أزل هذا القلق تماما لأن المسألة الآن رزق من الله سبحانه وتعالي وقد يؤخره لحكمة، وقد يقلله لحكمة، يضيق بالرزق لأسباب، وقد تكون في مصلحة العبد، فقد يعصي بالرزق فيمنع منه فيتوب ويؤوب ويعود، وينسد باب للمعصية، ويفتح باب للتوبة، ويشعر الإنسان بالحاجة إلى الله. 




وكان من قبل مستغن عن ربه، حيث يقول تعالي " كلا إن الإنسان ليطعي أن رآه استعني" فعندما يضيق عليه يشعر بالحاجة، فيدعو ويدعو، ويأتيه من أنواع الحسنات، والصبر على البلاء، حتى ذكر الإمام أحمد رحمه الله "لروعة صاحب العيال يبكون في حجره أحب إلي من كذا وكذا" ويعني من العبادات، بما يكتب الله تعالي له بذلك من الحسنات، فاللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، اللهم نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه ومالم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه ومالم نعلم.



اللهم اعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا واكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم رغبنا فيما يبقى وزهدنا فيما يفنى واغفر لنا الآخرة والأولى.

تعليقات