بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 11 يونية 2024
الحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت بعض الكتب في حديث ضعيف أنه قال ابن العباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " في أول يوم من ذي الحجة غفر الله فيه لآدم ومن صام هذا اليوم غفر الله له كل ذنب" وفي اليوم الثاني استجاب الله لسيدنا يوسف، ومن صام هذا اليوم كمن عبد الله سنة ولم يعص الله طرفة عين، وفي اليوم الثالث استجاب الله دعاء زكريا، من صام هذا اليوم استجاب الله لدعاه، وفي اليوم الرابع ولد سيدنا عيسى عليه السلام.
ومن صام هذا اليوم نفى الله عنه البأس والفقر وفي يوم القيامة يحشر مع السفرة الكرام، وفي اليوم الخامس ولد سيدنا موسى عليه السلام، ومن صام هذا اليوم برئ من النفاق وعذاب القبر، وفي اليوم السادس فتح الله لسيدنا محمد بالخير، ومن صامه ينظر الله إليه بالرحمة ولا يعذبه أبدا، وفي اليوم السابع تغلق فيه أبواب جهنم، ومن صامه أغلق الله له ثلاثين بابا من العسر وفتح الله له ثلاثين بابا من الخير، وفي اليوم الثامن المسمى " بيوم التروية " ومن صامه أعطى له من الأجر ما لا يعلمه إلا الله، وفي اليوم التاسع وهو يوم عرفة من صامه يغفر الله له سنة من قبل وسنة من بعد، وفي اليوم العاشر يكون عيد الأضحى وفيه قربان وذبح ذبيحة ففي أول قطرة من دماء الذبيحة يغفر الله ذنوبه وذنوب أولاده، ومن أطعم فيه مؤمنا وتصدق بصدقة بعثه الله يوم القيامة آمنا ويكون ميزانه أثقل من جبل أحد"
وقد ثبت في الأحاديث الصحاح فضل أيام عشر ذي الحجة، وأن العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في غيرهن، ولذلك يستحب صيام هذه الأيام، أي صيام التسع الأوائل منها لغير الحاج، وأما الحاج فالأفضل له الفطر في يوم عرفة ليتقوى على الدعاء، وقال الفقهاء لم نطلع على ما يدل على أن لكل يوم من هذه الأيام فضلا خاصا به دون غيره إلا ما ورد في يوم عرفة فإنه أفضل أيام السنة على الإطلاق، وصيامه يكفر سنتين، السنة التي قبله والسنة التي بعده لما رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"
وقال الإمام ابن حجر في كتابه الفتح وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك أن يوم عاشوراء منسوب إلى نبي الله موسى عليه السلام، ويوم عرفة منسوب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلذلك كان أفضل، وكما قال العلماء وكذلك لم نطلع على ما ذكر من أن الله تعالي استجاب لنبيه يونس عليه السلام في هذه الأيام، ولا أن نبي الله عيسى عليه السلام ولد فيها، بل إن الإمام جلال السيوطي قد ذكر في الدر المنثور أثرا يتنافى مع ما ذكر من أن نبي الله عيسى عليه السلام ولد في هذه العشر، حيث قال أخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال "يوم عاشوراء اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، واليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي، واليوم الذي فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل.
واليوم الذي ولد فيه عيسى، صيامه يعدل سنة مبرورة" وأما عن المناسبات الدينية المرتبطة في الأيام التسعة من ذي الحجة ؟ فإذا كان المقصود السؤال عن الطاعات التي ينبغي فعلها في الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة، فنقول إن هذه الأيام قد ورد الترغيب في العمل الصالح عموما فيها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه الأيام، قالوا ولا الجهاد؟ قال ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء" رواه البخاري والترمذي وابن ماجه وغيرهم، والعمل الصالح شامل لمختلف أنواع العبادة من صوم، وتكبير لله تعالى، وذكر، وصلاة، وتلاوة قرآن، وإنفاق في وجوه البر، وغير ذلك، ثم المتبادر من هذا الكلام عرفا أن كل عمل صالح إذا وقع في هذه الأيام فهو أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وهذا من باب تفضيل الشيء على نفسه باعتبارين وهو شائع.
تعليقات
إرسال تعليق