القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن يوم النحر و يوم القر


بقلم / محمـــد الدكـــروري


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلّ له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم أما بعد إن الله تعالى أكمل لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دين الإسلام في يوم من أيام العشر من ذي الحجة وهو يوم عرفة حين نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالي كما جاء فى سورة المائدة " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما بعرفة يوم الجمعة، وكان أحبار اليهود يقولون لو نزلت فينا معشر اليهود لاتخذناها عيدا، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها يتم الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو الحج، وما أدراك ما الحج ؟ 




فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" وكذلك فيها يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم" أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" رواه احمد، ويوم القر، هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، وسمي بذلك لأن الناس يقرّون فيه بمنى، وقال ابن القيم رحمه الله، خير الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر، وقيل يوم عرفة أفضل منه لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة لأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف، وسواء كان هو الأفضل أم يوم عرفة، فليحرص المسلم حاجا كان أو مقيما على إدراك فضله وانتهاز فرصته، وكذلك فيها يوم عرفة. 



ويوم عرفة هو يوم عظيم يعتق الله فيه عباده من النار، ويتجاوز عن الذنوب والأوزار، ويباهي بأهل الموقف الملائكة، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، فإن الله يكفّر به سنتين، سنة قبله، وسنة بعده، كما أخبر بذلك الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" فإنها سعة رحمة الله عز وجل وفيض جوده وكرمه، أن جعل صيام يوم واحد سببا لمغفرة ذنوب سنتين من الصغائر، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة وندم وعزم على عدم العودة إليها أبدا وإقلاع عن المعصية، فإن شق عليك صيام أيام التسع الأولى من ذي الحجة، فلا تحرم نفسك من صيام يوم عرفة لما فيه من عظيم الأجر وجزيل المثوبة. 





وكان القياس أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم" أرجو من الله " موضع كلمة "أحتسب" وعدّاه بعلى التي للوجوب علي سبيل الوعد مبالغة في تحقيق حصوله" ومعنى يكفر السنة التي قبله، يعني الصغائر المكتسبة فيها، ومعنى يكفر السنة التي بعده، أى بمعنى أن الله تعالي يحفظه من أن يذنب فيها أو أن يعطي من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها أو أن يكفرها حقيقة ولو وقع فيها، ويكون المكفر مقدما على المكفر، أما الحجاج فلا ينبغي لهم أن يصوموا هذا اليوم لأنهم أضياف الرحمن، والكريم لا يجوع أضيافه، فقد أخرج أبو داود وابن ماجة " نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات" وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخارى أنه أفطر بعرفة فقد أرسلت إليه أم الفضل بلبن فشرب، ويستحب في يوم عرفة حفظ الجوارح من المحرمات في هذا اليوم.

تعليقات