القائمة الرئيسية

الصفحات

غزة : والحيلة الآخيرة دعم الرئيس الأمريكي لتطوير إستراتيجية«⁧‫نتنياهو»الخاصة بالتجويع - بوابة الإخبارية نيوز


الإخبارية نيوز

نشاهد ويشاهد العالم بأسرة الجيش الإسرائيلي الذي يدمر بشكل منهجي البنية التحتية الصحية في غزة من أجل طرد الفلسطينيين من منازلهم، وهذه تعُد جرائم حرب آخرىّ صارخة، وعلى غِرارُ هذه الجرائم يوجد الآن وفد من الأطباء الأمريكيين والبريطانيين في واشنطن العاصمة لإخبار إدارة "جوبايدن" بأن الجيش الإسرائيلي يدمر بشكل منهجي البنية التحتية الصحية في غزة من أجل طرد الفلسطينيين من منازلهم، ومن المتوقع أن يلتقي الأطباء، الذين عادوا مؤخراً من التطوع في المستشفيات المحاصرة في غزة، بمسؤولي البيت الأبيض وكبار أعضاء الكونغرس هذا الأسبوع للتحذير من أن التعهدات بزيادة المساعدات للفلسطينيين تحت القصف لا معنى لها إلى حد كبير دون وقف فوري لإطلاق النار للسماح بالتوزيع الآمن للأغذية وإحياء خدمات الرعاية الصحية.

ونشاهد أيضاً إستهداف جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل ممنهج جميع مرافق الرعاية الصحية وموظفي الرعاية الصحية ويفكك نظام الرعاية الصحية بأكمله في غزة، ولا يتعلق الأمر فقط بإستهداف المباني فقط، بل يتعلق بتدمير البنية التحتية للمستشفيات بشكل منهجي، وقاموا بتدمير خزانات الأكسجين في مستشفى الشفاء، وتدمير الماسحات الضوئية المقطعية عمداً، وجعل إعادة بناء تلك البنية التحتية أكثر صعوبة، وإذا كان يستهدف فقط مسلحي المقاومة الفلسطينية، فلماذا يدمرون البنية التحتية لهذه المؤسسات  الصحية عمداً؟، وهذا يؤكد؛ الإتهامات التي وجهها البروفيسور "نيك ماينارد" المدير السابق لخدمات السرطان في جامعة أكسفورد الأمريكية الذي عمل في مستشفى الأقصىّ في وسط غزة في بداية العام، قوات الدفاع الإسرائيلية "بفظائع مروعة"، ولكن الإدارة الأمريكية بما أنها شريكة في كافة الجرائم التي ترتكب في غزة لم تلقي بال لهذه الإتهامات الصريحة والمؤكدة!؟.

وحتى في الوقت الذي تحاول فيه الحكومات الدولية ووكالات المعونة إيجاد طرق جوية وبحرية لتوصيل الأغذية والإمدادات إلى غزة، يقول؛ الخبراء إن عمليات التسليم البري لا تزال، من الناحية النظرية، الطريق الأكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة، فلماذا هذا العجز المصتنع أمام الإحتلال النازي؟، فإن المساعدات التي تدخل إلى غزة لا تلبي إحتياجات السكان اليائسين والجائعين بشكل متزايد، ويمكن أن يواجه ما يصل إلى "1.1" مليون شخص مستويات مميتة من الجوع خلال الأيام القادمة، وفقاً لتقرير جديد من سلطة عالمية بشأن الأزمات الغذائية، فإن المشكلة ليست نقص المساعدات المتاحة" فـ"الأمم المتحدة لديها ما يكفي من الغذاء على حدود غزة أو بالقرب منها لإطعام 2.2 مليون شخص في الجيب، وبدلاً من ذلك، يقول العاملون في المجال الإنساني إنهم يواجهون تحديات في كل نقطة من عملية تقديم المساعدات، من خلال نقاط التفتيش الأمنية الإسرائيلية وإلى منطقة حرب نشطة.

وبينما تلوم إسرائيل الجميع على إستراتيجية التجويع التي تتبعها في غزة، فإن عرقلة وصول المساعدات الغذائية بالشاحنات هو أمر أساسي في المشكلة فكانت هناك حوالي 1200 شاحنة تنتظر في معبر رفح منذ عدة أيام قليلة، بما في ذلك أكثر من 800 شاحنة تحتوي على إمدادات غذائية، وعلى الجانب الآخر نشاهد الولايات المتحدة شريكة الإحتلال في جريمة التجويع حيثُ أنها ستقطع تمويل وكالة الأمم المتحدة الرئيسية التي تقدم المساعدات للفلسطينيين في غزة بموجب  إتفاق إنفاق على الطريق الصحيح ليصبح قريباً قانوناً، وفق مسؤولين في الكونغرس الأمريكي. 

وحظر التمويل هو جزء من مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي تفاوض عليه المشرعون والبيت الأبيض، والذي من المتوقع أن يبرئ الكونغرس بحلول نهاية هذا الأسبوع، من شأنه أن يخلق عجزاً بمئات الملايين من الدولارات للوكالة المعروفة بأسم"الأونروا" وقد يكون لذلك عواقب وخيمة على سكان غزة، الذين يواجهون أزمة جوع حادة وتشريد في الملاجئ المزدحمة ومخيمات الخيام، ومن شأن هذه الخطوة أيضاً أن وضعت "واشنطن" على خلاف مع بعض حلفائها الغربيين وغيرهم حول كيفية الإستجابة للأزمة الإنسانية في غزة وسط إتهامات كاذبة من الإحتلال بأن مقاتلي حماس تسللوا إلى الوكالة ولم تدعمه إسرائيل حتى الان بأي دليل على صحة مزاعمها!؟.

ونشاهد رسائل "جوبايدن" المتناقضة يحذر من أن هناك خطوطاً حمراء يجب على إسرائيل عدم تجاوزها في حربها في غزة بينما يصر على أنه لن يتخلى أبداً عن حليف الولايات المتحدة ويرسل لها السلاح بمعنى آخر، لا ترتكب المزيد من جرائم الحرب ولكن لن تكون هناك أي عواقب مادمناً نمتك"الفيتو"!؟، ورسائل أخرىّ ليست متناقضة فقط بل مستفز وهي "جوبايدن" يقول؛ إن نتنياهو  يؤذي إسرائيل من خلال عدم منع المزيد من الوفيات بين المدنيين في غزة!؟، بمعنى أقتل ولكن ليس بهذا الشكل الذي يثير الإنتقاد!؟، والذي يعُد إستهتاراً واضحاً بحياة العرب وخاصةً في فلسطين. 

وأن التناقض وعدم التوازن في تصريحات الرئيس الأمريكي الذي يقول؛ في بضعها إن عدد القتلى في غزة يتعارض مع ما تمثله إسرائيل، ولكن إسرائيل تفرضها عمداً تماماً كما تفرض الفصل العنصري وتوسيع المستوطنات التي تشكل جرائم حرب، وربما حان الوقت للإعتراف بأن هذا هو ما تمثله إسرائيل، ومن جهة أخرىّ يرفض"بايدن"وضع شروط على الأسلحة أو المساعدات العسكرية لإسرائيل، ويعتقد أنه يظهر الصداقة والولاء لحليف مهزوم ومحاصر، وبالنسبة لـ"نتنياهو" ومعظم دول العالم، يبدو ذلك بمثابة ضعف، وفي الوقت نفسه يتضور سكان غزة جوعاً بلا داع وهو جزء كبير من إرث "بايدن".

ورغم أن الرئيس الأمريكي لدية رافعة مالية يمكن أن تنقذ الأرواح في غزة كان يجب أن يستخدمها، إذا كان بالفعل يريد ذلك لكن تصريحاتة المتناقضة وإستمرارة في إرسال الإسلحة للإحتلال يؤكد؛ مشاركتة الفعلية في جريمة الحرب والإبادة وجريمة التجويع الممنهجة، وأصبحنا نشاهد خداع دبلوماسي أمريكي يدور حول لي الأذرع بقدر ما تتعلق بالإقناع، لكن يبدو أن"بايدن" ليس عنده الراغبة في التصرف بطرق تعطي قوة لكلماتةُ وببساطة يتجاهل"نتنياهو" البيت الأبيض لأنه لا توجد تكلفة للقيام بذلك ويعلم أنه محصن من العقاب بـ "الفيتو" الأمريكي الذي تم إستخدامه حتى الآن 117 مره، رغم الإنتهاكات المستمرة من الكيان الصهيوني، وللأسف نرىّ بعض الأنظمة تستجدي بـ"واشنطن" لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات لغزة!؟.

وإن الهدف الرئيسي المتبقي للعدوان الإسرائيلي على غزة كما يدار حالياً هو البقاء السياسي لـ "نتنياهو"، ويعلم هذا النازي أن أي إتفاق معقول بشأن غزة أو حتى لصالح إسرائيل من المرجح أن يطيح بإئتلافه اليميني المتطرف، لذلك؛ أعضاء مجلس الحرب يخشون الخروج من منازلهم، وسقوط  أكبر قائد عسكري إسرائيلي أمس في غزة زلزل المجتمع الإسرائيلي، ومجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ تحث "بايدن" على التوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة الهجومية حتى ترفع القيود المفروضة على توصيل الغذاء والدواء إلى غزة، حيث يموت الأطفال الآن من الجوع والمجاعة تلوح في الأفق،  وإعتبروا؛ الإتجاه الذي إتبعه "نتنياهو" في الحرب في غزة بمثابة كارثة جريمة حرب، ويتساءل البعض لماذا قطع الرئيس الأمريكي جزئياً المساعدات العسكرية لمصر تحت مزعم القمع؟، فلماذا لا يجعل "جوبايدن" المساعدات العسكرية لإسرائيل مشروطة بالتهديد بنشر هجمات جرائم الحرب إلى رفح؟، فهل يتوجب على الولايات المتحدة الآن أن توضح لإسرائيل عواقب عمليتها في رفح؟.

وأؤشير: هنا إلى المجاعة "الوشيكة" في غزة وأننا جميعاً نشاهدها، وهي تبدأ في الظهور وهناك مأساة من صنع الإنسان تحدث تحت أنظار العالم، ويجب على جميع الدول، ولاسيما؛ الدول العربية والإسلامية أن يكفوا عن الصمت وأن يكفوا عن التصريحات الواهية، والضغط بشكل جادي على إسرائيل حتى  تفتح المعابر أمام عمال الإغاثة والمساعدات  الإنسانية الآن، ففي شمال غزة لا يوجد أي طعام متاح، ويلجأ الناس إلى تناول علف الحيوانات، أو بذور الطيور للبقاء على قيد الحياة، وبالنسبة للبعض لم يتبق سوىّ العشب لتناوله، وكان الأطباء يحذرون منذ أشهر من أن قصف الجيش الإسرائيلي وحصار غزة لأكثر من خمسة أشهر سينتهي بالجوع والمجاعة، واليوم أفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة أن المجاعة "وشيكة" وستترسخ في شمال غزة خلال الأيام المقبلة.

ويواجه نصف السكان في جميع أنحاء غزة الآن مستويات كارثية من الجوع، أي ما يقرب من ضعف عدد الأشخاص الذي تم الإبلاغ عنه في وقت سابق، ويموت الآن الأطفال بالفعل بسبب سوء التغذية والجفاف، وفي الوقت نفسه، تواصل الحكومة الإسرائيلية خنق المساعدات عند المعبر الحدودي إلى غزة في حين أن المجتمع الدولي يقف متفرج فقط، وإن الكمية الصغيرة من المساعدات المسموح بها بالدخول إما يتم منعها من الوصول إلى الناس، خاصةً في الشمال، أو يتم توزيعها بشكل فوضوي، مما يترك الناس يتدافعون بيأس من أجل كل ما يمكنهم الحصول عليه، وهذا يجرد الناس من كرامتهم مع ترك الفئات الأكثر ضعفا دون أي مساعدة على الإطلاق، وحتى أن مئات الأشخاص دفعوا حياتهم في محاولة للحصول على الطعام لعائلاتهم، ورغم آلتحذيرات المتكررة من  الأمم المتحدة من أن الإنخفاض في الحالة التغذوية للسكان بمعدل غير مسبوق عالمياً، وما زال العالم لا يفعل شيئاً ويظهر في صورة عجز كلي أمام عملية التجويع الممنهجة والتي تستخدم الان كسلاح حرب.

وأن إستراتيجية التجويع التي تنتهجها إسرائيل بمشاركة أمريكا واضحة للجميع، ويخرج علينا "جوبايدن" ليخدع العالم تارةً بإنزالات جوية إستعراضية للمساعدات، والتي تعُد إذلالاً وإهانةً للفلسطينيين في غزة، وتارةً يعلن أن الجيش الأمريكي سيبني رصيفاً عائماً قبالة غزة لتجنب العرقلة الإسرائيلية وتوصيل الغذاء !!،في محاولة منه لتخفيف الضغط  الدولي، ولاسيما؛ ضغط المجتمع الأمريكي عن إدارتة ونتساءل هنا هل سيخصم التكلفة من المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لإسرائيل والتي تبلغ قيمتها 3.8 مليار دولار!؟.

وهنا أقول: إنه لا ينبغي للمستشفيات أن تكون ساحات قتال أبداً، وما تم في مستشفى الشفاء شمال غزة يُعد جريمة حرب آخرىّ،حيثُ؛ تسببت العملية الإسرائيلية في إصابات متعددة وأشعلت حريقاً عنيفاً في حين يقول؛ الجيش الإسرائيلي إن الموقع يستخدمه قادة حماس في مزاعم كاذبة كسابقها والهدف هو تدمير المنظومة الصحية في غزة، ولا أدلة تثبت الادعاءات الإسرائيلية التي صدرت قبل الغارة بأن حماس قامت ببناء مركز قيادة مجهز تجهيزاً جيداً في عدة مخابئ متصلة أسفل" مستشفى الشفاء، وهاجمت إسرائيل المستشفى مرة أخرىّ بدعوىّ وجود حماس فيها، وسيطرت القوات الإسرائيلية على المستشفى بعد غارة ليلية على المجمع الطبي، وطلبت من الآلاف الذين يعيشون في مكان قريب الإخلاء نحو جنوب الأراضي الفلسطينية.

وأؤكد: أن العالم قد تغير وأمريكا والغرب وغيرهم الذين أسرعوا لدعم ومساعدة الإحتلال النازي  في حربهُ على غزة، وهذا ما شاهده الجميع على مدار أكثر من "5"أشهر رغم  أنهم يدركون جيداً أن الكيان الصهيوني الذي تم زرعه في قلب الوطن العربي والإسلامي هو كيان مجرم وجيشة جيش لا أخلاقي ويتصرف بطريقة صراع البقاء ويستخدم سياسة الأرض المحروقة، ويدركون الآن أنه كيان هش وجيش كرتوني وآدركوا أن المقاومة الفلسطينية في غزه وفي الضفة اليوم تختلف عن ماسبق، وأن المعادلة إختلفت كثيراً، وأن المقاومة أزدادت قوة وإصراراً وإيماناً، وأكثر من خمسة أشهر  مضت والمقاومة الفلسطينية واجهت ومازالت تواجه أكبر جيوش مدججه بأقوىّ أنواع الأسلحة براً وبحراً وجواً، ولكنهم لم يسطتيعوا أن يحققوا نصراً واحداً يذكر، وكسرت المقاومة أكبر "5" جيوش دولية أشتركت في هذه الحرب التي دائماً تلوح بها للدول الآخرىّ. 

مؤكداً؛ أنهم إستخدموا كافة الأسلحة وكافة أنواع التجسس وفشلوا ولم يبقى أمامهم الآن إلا سياسية التجويع التي يتشاركون فيها مع الإحتلال المجرم بل، وتشاركهم المنظمات الدولية الصامته، وكافة الدول التي لا نرىّ منهم غير تصريحات وتنديدات واهية صداها على  أرض الواقع لاتحرك ساكناً والفلسطينيين في غزة إن لم يموتوا بالقصف يموتون من الجوع، ونشاهد ويشاهد العالم السقوط المدوي لآخر منظمة دولية تابعه للآمم المتحدة "محكمة العدل الدولية"،

فبعد أكثر من شهر ونصف من قراراتها وكان أبرزها "إتخاذ جميع الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي عراقيل" ولم تنفذ إسرائيل هذا القرار ولا غيرها من القرارات المعلنه، ولو كان الطرف المدعى عليه من دول العالم الثالث أو طرف لاترغب به أمريكا لكان سرعان ما شهدنا  قرارات  المحكمة كالبرق وتم تنفيذها ‏فقدكشفت حرب "غزة" عن تواطؤ كافة المنظمات الدولية الزائفه وعلى رأسهم مجلس الامن وكل الهيئات التابعة للآمم المتحدة.

تعليقات