القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن ومن لم يستطع فعليه بالصوم


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 3 مارس 2024

إن ألحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب وأنزله في أوجزِ لفظ وأعجزِ أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وتعالي وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان ولقد ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم لأصحابة الكرام أنه كما أوجب الله تعالي الصيام عليهم فقد أوجبه سبحانه وتعالي على من كان قبلهم، فلهم فيه أسوة، وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك. 






كما قال تعالى فى سورة المائدة " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات" ولهذا قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان ولهذا ثبت في الصحيحين "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" وأن الله سبحانه وتعالى جعل الصوم له وعمل ابن آدم الثاني أى غير الصوم لابن آدم يقول الله تعالى "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي" والمعنى أن الصيام يختصه الله سبحانه وتعالى من بين سائر الأعمال لأنه أى الصيام أعظم العبادات إطلاقا فإنه سر بين الإنسان وربه، لأن الإنسان لا يعلم إذا كان صائما أو مفطرا هو مع الناس.




ولا يُعلم به نيته باطنة، فلذلك كان أعظم إخلاصا فاختصه الله من بين سائر الأعمال قال بعض العلماء ومعناه إذا كان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وكان على الإنسان مظالم للعباد فإنه يؤخذ للعباد من حسناته إلا الصيام فإنه لا يؤخذ منه شيء لأنه لله عز وجل وليس للإنسان وهذا معنى جيد، أن الصيام يتوفر أجره لصاحبه ولا يؤخذ منه لمظالم الخلق شيئا، ومنها أن عمل ابن آدم يزاد من حسنة إلى عشرة أمثالها إلا الصوم، فإنه يعطى أجره بغير حساب يعني أنه يضاعف أضعافا كثيرة قال أهل العلم ولأن الصوم اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة ففيه صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله، أما الصبر على طاعة الله فلأن الإنسان يحمل نفسه على الصيام مع كراهته له أحيانا يكرهه لمشقته لا لأن الله فرضه لو كره الإنسان الصوم. 






لأن الله فرضه لحبط علمه لكنه كرهه لمشقته ولكنه مع ذلك يحمل نفسه عليه، فيصبر عن الطعام والشراب والنكاح لله عز وجل، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسى "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي النوع" والثاني من أنواع الصبر، هو الصبر عن معصية الله، وهذا حاصل للصائم فإنه يصبر نفسه عن معصية الله عز وجل فيتجنب اللغو والرفث والزور وغير ذلك من محارم الله، والنوع الثالث هو الصبر على أقدار الله، وذلك أن الإنسان يصيبه في أيام الصوم، ولاسيما في الأيام الحارة والطويلة من الكسل والملل والعطش ما يتألم ويتأذى به ولكنه صابر لأن ذلك في مرضاة الله، فلما اشتمل على أنواع الصبر الثلاث كان أجره بغير حساب فقال الله تعالى" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".

تعليقات