القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن التمرين على صيام رمضان


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 28 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الصيام في شهر شعبان، فقال الإمام ابن رجب في لطائف المعارف، أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة و كلفة، بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة و نشاط ، فلما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ونستهل في هذا اليوم المبارك هلال شهر شعبان. 




وهو شهر كانت له عناية خاصة عند النبي العدنان صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، فقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يخص هذا الشهر بأعمال يتوجه بها لمولاه عز وجل، نرجوا أن يوفقنا الله جميعا بالإقتداء فيها بهداه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام هذا الشهر، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيته استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شهر شعبان" رواه البخارى ومسلم، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المباركين لا يتركون مناسبة دون أن يستفسروا عن سببها من سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.




ولكنهم كانوا في سؤالهم واستفسارهم مؤدبين، فتناقشوا فيما بينهم، لماذا يكثر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من الصيام في شهر شعبان؟ ثم قالوا نرفع الأمر إليه صلى الله عليه وسلم، من الذي يعرض هذا الإسفسار عليه، قالوا ومن يسأله إلا حِبّه أسامة بن زيد رضي الله عنه، فذهب أسامة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وانظر إلى أدب المؤمنين الصادقين في السؤال، فإنها كلمات قليلة تعبر عما يجول فى الخاطر والبال، فقال يا رسول الله، لم نرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في شهر شعبان، وسكت، حتى لم يقل ولما؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبينا الحكمة في ذلك قائلا " ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، وأُحب أن يرفع عملى وأنا صائم" 





وهل الأعمال لا ترفع إلا في شهر شعبان؟ فإن الأعمال التي نعملها يطلع عليها الله عز وجل في الوقت والآن، ولذلك يذكرنا بذلك في القرآن الكريم فيقول تعالى كما جاء فى سورة التوبه " وقا اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" ولكن كيف يرانا الله سبحانه وتعالى؟ فيرد علينا القرآن الكريم كما جاء فى سورة الحديد " وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير" فهو سبحانه وتعالى يطلع على أحوالنا في كل وقت وحين، ويطلع على النوايا التي في القلوب التي تصحب الأعمال، لأنه عز وجل كما يعلم ما في الظاهر، ويعلم ما في الضمائر ويعلم غيب السرائر، يعلم السر وأخفى، لكنه رحيم بخلقه، كريم مع عباده، لطيف بعباده المؤمنين أجمعين، عفو يحب العفو، تواب يحب التوابين ويحب المتطهرين. 




فيريد أن يعطينا فرصة لنتوب إليه ونرجع إليه، فجعل ملائكة عن اليمين وعن الشمال يسجلون الأعمال، وجعل ميعاد تناوبهم في وقت صلاة الفجر ووقت صلاة العصر، حتى إذا جاءوا سألهم سبحانه وتعالى "كيف وجدتم عبادى؟ فيقولون كما قال سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم " أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون" فيرفعون الأعمال إلى الله عز وجل.

تعليقات