بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 28 فبراير 2024
الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة القوي الجبار، شديد العقاب وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، رب الأرباب ومسبب الأسباب وقاهر الصلاب وخالق خلقه من تراب قاصم الجبابرة وقاهر الفراعنة والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعباد، ليبين لهم الحلال والحرام وليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد نحن على أعتاب هذا الشهر الكريم، فإن هذا موسم من مواسم الطاعة، وفرصة من الفرص الذهبية التي تتاح لعشاق الجنة الذين يتوقون إلى رفقة سيد المرسلين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أجمل التسابق بين أفراد الأسرة في طاعة الله عز وجل وما أطيب التعاون بينهم على البر والتقوى والعبادة والطاعة، لا سيما في هذا الشهر الكريم.
فيجب علينا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به في طاعته لله تعالى، وكثرة صيامه في هذا الشهر الكريم، وأن تسارع المسلمات الفضليات بقضاء ما عليهن من أيام رمضان الماضى، اقتداء بأمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كن يؤخرن قضاء رمضان إلى شعبان ليوافق صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان، وذلك لأنهن كن يشتغلن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قضاء ما عليهن من رمضان، وأن يُقبل الجميع على كتاب الله تعالى تلاوة وتدبرا وتعبدا وتخشعا، فما هي إلا أيام ويُقبل علينا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وأن يسارع الذين يؤمون المسلمين في صلاة التراويح، بمراجعة ما يحفظون من كتاب الله تعالى، وأن يشغلوا أنفسهم في شهر شعبان بهذا الواجب.
فنعيش بحمد الله تعالى في هذه الأيام أيام طيبات عامرة بالخيرات من رب العباد، وهي نفحات الخيرات والبركات، التي أكرمنا الله عز وجل بها، ويقول الله تعالى في محكم آياته كما جاء فى سورة التوبة " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض" وإن شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، حيث يأتي بعد شهر رجب، وقبل شهر رمضان، وقد قيل أنه سُمي شهر شعبان بهذا الاسم، لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بالأرض، أي ينتشرون فيها بحثا عن الماء، وقد فضل الله تعالى بعض الأزمنة، وميّزها على غيرها، بالعديد من الخصائص، وشهر شعبان من تلك الأزمنة التي فضلها الله تعالى، فإن عمل العام يرفع في شهر شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، أنه ترفع فيه الأعمال، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.
ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطويت صحيفة العمل، ومن المعلوم أن رفع الأعمال لا يقتصر على شهر شعبان، وإنما هناك أربع صور لرفع الأعمال وهي الرفع اليومي، والأسبوعي، والسنوي، والختامي، وقد بينها ابن القيم رحمه الله، وإن فائدة هذا التقسيم السابق لرفع الأعمال أن نجتهد أكثر في هذه الأوقات، ونملأها بالطاعات، كي يرفع عملنا ونحن في صيام،أو ذكر، أو استغفار، ويعتبر شهر شعبان كالمقدمة لشهر رمضان، فحسن أن يكون فيه شيء مما يكون في شهر رمضان من صيام، وأن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت " كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان" رواه أحمد والنسائي.
تعليقات
إرسال تعليق