القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن الشهر التاسع في التقويم الهجري


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 29 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان المبارك، وشهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري، وهو الشهر الذي يأتي بعد شهر شعبان، وفيه يصوم المسلمون في أنحاء العالم، حيث يمتنعون عن تناول الطعام والشراب والجماع والمحرمات المختلفة من الفجر وحتى غروب الشمس، ويؤدي كثير من المسلمين في أنحاء العالم صلاة التروايح، فهي نافلة يبدأ وقتها بعد صلاة العشاء، وحتى صلاة الفجر، وتؤدى مثنى مثنى، أى أنها تصلى ركعتين ركعتين ثم ركعة واحدة وهي الوتر يدعو فيها المسلم ما يريده ويتمناه في دنياه وآخرته. 




ومن الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصليها جماعة إلا ثلاث ليال، حتى لا يعتقد المسلمون أنها فرض وواجب عليهم طيلة حياتهم، وسن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاتها جماعة حتى لا تتعدد الآراء وتسود الفتن والنزاعات حول مشروعية صلاتها في المسجد، ولقد تجلت حكمة الله سبحانه وتعالى من تشريع صيام شهر رمضان، وفرضه على كل مسلم في العديد من الأمور، وهو تحقيق تقوى الله في النفوس، حيث قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" فالصيام عبادة تقوى الوازع الإيمانى وتعززه لدى المسلم، فتمنعه من الوقوع في المحرمات، أو التمادى فيها، وتشكل له حاجز وقاية يحميه من تتبع الآثام والشرور. 




فالتقوى التي يحققها الصيام تحمل النفس على الالتزام بما أمر به الله تعالى، واجتناب ما نهى عنه، فتحميها من ارتكاب ما يؤدى بها إلى الهلاك والخسران، وتجنبها التعرض لسخط الله، وعذابه في الآخرة، كما أن تكرار الصيام عاما تلو آخر يجدد الإيمان، ويجعله أكثر رسوخا وثباتا، كما يعظم الصيام مراقبة الله لدى النفس الإنسانية، فالصائم يمتنع عن طعامه وشرابه وما يشتهيه، لنيل رضا ربه عز وجل، وكما يتجلى الإخلاص في تلك العبادة في كونها سرا بين العبد وربه، فلا يعلم أحد بصيام العبد سوى ربه المطلع على عباده ولذلك اختص الله سبحانه تلك العبادة بالأجر العظيم المضاعف لخلوها من الرياء والسمعة، وكذلك من فضائل هذا الشهر الكريم هو تحقيق وحدة الأمة الإسلامية، إذ إن وحدة العقيدة والإخلاص لله سبحانه في عباداته.




من أهم ما يظهر وحدة الأمة، كما أن توحيد الله سبحانه وتعالى هو الأساس الذي قامت عليه الشرائع السماوية جميعها، فقال تعالى فى كتابه الكريم " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فأعبدون" وأيضا من الحكمة العظيمه لهذا الشهر هو تعويد النفس على البذل والعطاء فالصائم يستشعر حاجات الفقراء والمساكين، فيبذل ويحسن إليهم، وبذلك يصبح المجتمع المسلم مجتمعا متكاملا متراحما، تسوده معاني الألفة والمودة، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.



اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين.

تعليقات