القائمة الرئيسية

الصفحات

حين يأتي الاهتمام عكس الاتجاه - بوابة الاخبارية نيوز الالكترونية

 

حين يأتي الاهتمام عكس الاتجاه - بوابة الاخبارية نيوز الالكترونية

بقلم /رقيه فريد 

كثيرًا ما تتردد عبارة *حين يأتي الاهتمام من الشخص الخطأ* وكأنها جملة عابرة، لكنها في حقيقتها تختصر حكاية إنسانية تتكرر بصور شتى في حياتنا.

حكاية شخص ينتظر ممن يحب أن يلتفت إليه، أن يسأل عنه، أن يمد يده بالكلمة والاهتمام، لكنه يظل واقفًا أمام جدارٍ أصمّ. لا يسمع، لا يرى، ولا يشعر بك. انتظار طويل يُنهك الروح، ويُطفئ وهج القلب شيئًا فشيئًا.


وفي المقابل، يظهر شخص آخر، يأتي محمّلًا بإهتمام صادق، وربما مبالغ فيه أحيانًا، يمنح وقته، وسؤاله، وحرصه، لكن المفارقة المؤلمة أن هذا الإهتمام لا يُرى، لأن القلب مشغول بمن لا يٌمنح، والعين معلّقة بمن لا يلتفت.


هذه الدائرة المؤلمة تتكرر مع كثيرا منا نركض خلف الغائب، ونتجاهل الحاضر، نُقدّس الانتظار ونظنه وفاءً، بينما هو في أحيان كثيرة استنزاف صامت للذات. نُصرّ على طرق أبواب مغلقة، ونتغافل عن أبواب ربما فُتحت بصدق.


وربما آن الأوان أن نفيق من هذا الانتظار العقيم، وأن نغيّر اتجاه البوصلة قليلًا. ليس كل من نحب يستحق هذا الإصرار، وليس كل من يأتي إلينا مصادفة جاء عبثًا. فربما كان الخير كلّه فيمن أقبل، لا فيمن أدبر، وفيمن اختارك بقلبه، لا فيمن تركك معلّقًا على أملٍ لا يأتي.


الإهتمام الحقيقي لا يحتاج إلى ترجمة، ولا يطلب تبريرًا. يُشبه الضوء حين يكون صادقًا نراه بوضوح، وحين نفتقده لا تعوّضه كل الأعذار.

تعليقات