القائمة الرئيسية

الصفحات

انتخابات المحليات في مصر الغائب الحاضر هل تكسر شوكة الفساد أم تعيد تدوير الوجوه



بقلم ابراهيم زايد

بينما تضج الشوارع في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية باللافتات والضجيج يبقى ملف انتخابات المحليات في مصر أشبه بلغز محير سنوات طويلة مرت منذ حل المجالس المحلية في عام ألفين وأحد عشر والمواطن لا يسمع عنها إلا في التصريحات الرسمية لدرجة جعلتها الانتخابات التي لا يعلم عنها أحد وسط تساؤلات حارقة هل ستكون المسمار الأخير في نعش فساد المحليات أم مجرد بوابة جديدة لزيادة الطين بلة

سبات عميق ومرشحون خلف الستار

المشهد الحالي يشير إلى حالة من الفراغ الرقابي في الأحياء والقرى فغياب المجالس المحلية لأكثر من عقد جعل السلطة التنفيذية من محافظين ورؤساء أحياء تعمل دون رقابة شعبية مباشرة وعند الحديث عن المرشحين المحتملين نجد أن الغموض هو سيد الموقف يرى المحللون أن طبيعة هذه الانتخابات غالبا ما تقتصر على كبار العائلات والقبائل الذين يمتلكون النفوذ التقليدي وأصحاب المصالح الذين يرون في مقعد المحليات وسيلة لحماية أعمالهم والوجوه الحزبية الجاهزة التي تمتلك الملاءة المالية والقدرة التنظيمية هذا الانحصار في فئات بعينها يثير مخاوف المواطن البسيط الذي يشعر أن صندوق الانتخابات قد لا يفرز إلا نسخا مكررة من شخصيات لا تشعر بآلام الشارع الحقيقية

فساد المحليات هل القانون هو الحل

يجمع الخبراء على أن المحليات هي العصب الحساس للدولة لكنها للأسف ارتبطت في الأذهان ببيروقراطية معقدة وشبهات فساد في التراخيص والمرافق وجهة النظر المتفائلة تقول إن إجراء الانتخابات سيفعل المادة مئة وثمانين من الدستور والتي تمنح المجالس المحلية سلطات واسعة تشمل استجواب رؤساء الأحياء والمحافظين وسحب الثقة من المسؤولين التنفيذيين ومراقبة ميزانيات المشروعات الصغيرة داخل النطاق الجغرافي أما وجهة النظر المتشائمة فتحذر من أن غياب الوعي الشعبي بهوية المرشحين وبرامجهم سيجعل هذه المجالس مجرد شماعة قانونية تشرعن الفساد بدلا من محاربته خاصة إذا فاز بها من يجيدون تربيط المصالح

المعادلة الصعبة أمل أم كابوس

السؤال الذي يطرحه لسان حال الشارع هل ستنهي هذه الانتخابات الفساد الإجابة تكمن في قانون الإدارة المحلية الجديد وطريقة اختيار المرشحين فإذا استمر النهج القديم في اختيار أشخاص بعينهم بناء على الولاء أو المال السياسي فإننا أمام إعادة تدوير للأزمات فالمحليات هي المدرسة الأولى للديمقراطية وإذا فسدت المدرسة فلا تنتظر خريجا وطنيا

ختاما الكرة في ملعب الوعي

إن نجاح انتخابات المحليات لا يتوقف فقط على نزاهة الصناديق بل على خروجها من دائرة السرية والغموض إلى دائرة الضوء يحتاج المواطن لمعرفة من هم هؤلاء المرشحون وما هي صلاحياتهم وقبل كل شيء هل يملكون إرادة التغيير أم أنهم مجرد كومبارس في مشهد محلي متكرر بدون وعي شعبي حقيقي ورقابة إعلامية صارمة قد تتحول الانتخابات المنتظرة من طوق نجاة إلى عبء جديد يزيد من أوجاع المواطن المصري

تعليقات