بقلم ابراهيم زايد
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، كانت قاعة أحد فنادق العاصمة الإدارية الجديدة تشهد ولادة كيان سياسي جديد تحت اسم "حزب الجبهة الوطنية". واليوم، وبعد مرور 365 يوماً، لم يعد الحزب "وافداً جديداً" فحسب، بل أضحى قوة برلمانية تمتلك كتلاً مؤثرة في غرفتي البرلمان (النواب والشيوخ)، مدفوعاً بنخبة من القيادات التكنوقراطية والسياسية.
1. زلزال الانتخابات: أرقام تتحدث عن نفسها
رغم حداثة عهده التي لم تتجاوز الأشهر عند انطلاق السباق الانتخابي، حقق الحزب نتائج لافتة عكست قدرته على الحشد والتنظيم الميداني:
مجلس الشيوخ: نجح الحزب في حصد 21 مقعداً (وفقاً للنتائج الرسمية لانتخابات 2025)، بالإضافة إلى تمثيل قوي في هيئات مكاتب اللجان النوعية، حيث فاز مرشحوه برئاسة لجان حيوية مثل "الشؤون الدينية" و"التعليم" و"الثقافة والإعلام".
مجلس النواب: خاض الحزب معركة شرسة في الدوائر الفردية والقائمة، واستطاع حتى جولة الإعادة في المرحلة الثانية حسم 9 مقاعد إضافية في محافظات القاهرة والدلتا، ليعزز تواجده تحت القبة بكتلة شبابية مدعومة بخبرات قانونية وإدارية.
2. الانتشار الميداني: "سياسة الطرق على الأبواب"
لم يكتفِ الحزب بالعمل المركزي في القاهرة، بل أطلق منذ مارس الماضي خطة طموحة لاستكمال هياكله في المحافظات:
التواجد في الصعيد: سجلت تقارير المتابعة حضوراً قوياً للحزب في محافظات (سوهاج، قنا، وأسيوط)، حيث استثمر الحزب الروابط العائلية والقبلية لتقديم وجوه جديدة شابة.
مؤتمرات جماهيرية: شهدت محافظات مثل "المنوفية" و"الأقصر" مؤتمرات حاشدة عرض خلالها الحزب برنامجه القائم على "التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية"، معتمداً على مفهوم "خزانات الفكر لتقديم حلول علمية للمشاكل المحلية.
3. قيادات تكنوقراطية بصبغة سياسية
يرى المراقبون أن سر القوة السريعة للحزب تكمن في "هويته":
رئاسة الحزب: يقوده د. عاصم الجزار (وزير الإسكان السابق)، ومعه السيد القصير (وزير الزراعة السابق) كأمين عام، مما أضفى طابعاً من الثقة لدى الناخب في قدرة الحزب على تقديم رؤى تنفيذية واقعية.
التحالفات: نجح الحزب في التموقع كظهير سياسي قوي يدعم الدولة المصرية ومبادئ "الجمهورية الجديدة"، مع الحفاظ على مساحة من التعددية داخله تضم وزراء ومحافظين سابقين إلى جانب شباب "تنسيقية شباب الأحزاب".
"نحن لا نقدم وعوداً براقة، بل خططاً قابلة للتنفيذ.. لقد كان عاماً لبناء الثقة، والأعوام القادمة ستكون للتغيير من داخل المؤسسات التشريعية."
— مقتطف من بيان الحزب بمناسبة ذكرى التأسيس الأولى.
ماذا بعد؟
مع اكتمال عامه الأول، يواجه حزب الجبهة الوطنية تحدي "الاستمرارية" وتحويل النجاح الانتخابي إلى أداء تشريعي ملموس يلبي تطلعات الشارع الذي منحهم الثقة رغم حداثة التجربة.

تعليقات
إرسال تعليق