القائمة الرئيسية

الصفحات

المصريون في الخارج هولاندا وبرلمان ٢٠٢٥ م.


عبدالله معروف يكتب.               

المصريون في الخارج هولاندا وبرلمان ٢٠٢٥ م.

                                                                                               

متابعة. عادل شلبي 


المصريون في الخارج… صوت فاعل في بناء الدولة ورسالة وطنية من هولندا إلى برلمان 2025

في إطار التغطية الخاصة التي قدمتها القناة الثالثة المصرية لانتخابات مجلس النواب لعام 2025، سلطت المذيعة الضوء على أهمية المشاركة الشعبية في العملية الانتخابية، مؤكدة أن التصويت ليس فقط حقًا دستوريًا وقانونيًا، بل واجب وطني يعكس وعي المواطن وتمسكه بمستقبل دولته. كما شددت على الدور المحوري للمصريين في الخارج، وحرص الدولة المصرية على إشراكهم في الحياة السياسية باعتبارهم جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني.

وضمن هذا السياق، استضافت القناة شخصية بارزة ومؤثرة، هو الدكتور يسري الكاشف، رئيس الاتحاد العام للمصريين في هولندا، والحاصل على الوسام الملكي برتبة فارس تقديرًا لجهوده في العمل التطوعي وخدمة المجتمع. وبدأت المذيعة اللقاء بالتعريف بضيفها ومسيرته، قبل أن تنتقل للحديث عن مفهوم الحقوق والواجبات، خاصة الحق الدستوري في الانتخاب والترشح.

أكد الدكتور يسري الكاشف أن المصريين في الخارج لم يحصلوا على هذا الاستحقاق بسهولة، موضحًا أنه منذ عام 2015 تم خوض معركة قانونية حقيقية، حيث رُفعت قضايا أمام مجلس الدولة، وتم تعديل بعض المواد الدستورية، إلى أن تحقق الحق في الانتخاب والترشح، بل والحصول على تمثيل برلماني يعبر عن المصريين المقيمين بالخارج. واعتبر هذا الإنجاز خطوة تاريخية تؤكد أن الدولة المصرية تعترف بأبنائها في الخارج شركاء في القرار الوطني.

وعن آليات التصويت في الخارج، أوضح أن السفارات المصرية تلعب دورًا محوريًا في تسهيل العملية الانتخابية، حيث تفتح أبوابها للمواطنين في أجواء منظمة، وبحضور السفير وأعضاء السلك الدبلوماسي، الذين يبدؤون التصويت قبل باقي المواطنين. وفيما يخص هولندا، أشار إلى أن صغر المساحة الجغرافية يجعل الوصول إلى السفارة أمرًا يسيرًا دون مشقة، بل يتحول يوم التصويت إلى ما وصفه بـ“العرس المصري”، حيث يجتمع أبناء الجالية في مناسبة وطنية خالصة، بمساندة بعض الجمعيات التي توفر حافلات خاصة لنقل المواطنين، في مشهد يعكس روح الانتماء والفرح بالمشاركة.

وحول القضايا التي تهم المصريين في الخارج، أوضح الدكتور يسري أن المصريين في أوروبا لا يعانون من أزمات كبرى، بل يمتلكون قدرة حقيقية على العطاء والمساهمة. ووجه دعوة صريحة لأعضاء البرلمان الممثلين عن المصريين في الخارج لزيارة الجاليات الأوروبية، والتعرف عن قرب على طاقاتهم وخبراتهم، وبناء جسور تواصل حقيقية. وأكد أن ما ينقصهم ليس الإمكانيات بل الاهتمام، مشيرًا إلى أن المصريين بالخارج يقومون بتحويلات مالية مستمرة، ويضمّون بين صفوفهم قامات علمية ومهنية رفيعة من أطباء، وعلماء، ومفكرين، ومهندسين، وإعلاميين، وسياسيين، إلا أن هذه الأسماء لا تحظى بالمعرفة الكافية داخل مصر.

وشدد على ضرورة خلق آليات ربط حقيقية من خلال ندوات وورش عمل ولقاءات علمية، تتيح نقل الخبرات والمعارف إلى الداخل المصري بما يخدم عملية التنمية وبناء الدولة. وفي هذا الإطار، وصفت الصحفية الدكتور يسري الكاشف كنموذج مشرف للمصري في الخارج، خاصة بعد حصوله على وسام ملكي نتيجة عمله التطوعي، معتبرة أن هذه التجربة رسالة واضحة بضرورة اهتمام الدولة المصرية بهذه الكفاءات والاستفادة من تجاربها.

وتحدث الدكتور يسري عن تجربته في العمل التطوعي، موضحًا أن هذا الوسام جاء نتيجة خدمة المجتمع دون مقابل، وهو تقدير يعكس ثقافة راسخة في الدول الأوروبية، تعززت بعد الحرب العالمية الثانية، حين اتجه الناس للعمل التطوعي لإعادة بناء أوطانهم. وأكد أن الأديان كافة تحث على العمل الخيري، وأن هذه الثقافة تُكتسب بالممارسة والفطرة. وأعرب عن أمله في نقل هذه التجربة إلى مصر، مشددًا على أن العمل الخيري لا يقتصر على الجمعيات فقط، بل هو مسؤولية مجتمعية شاملة، حيث يمكن للطبيب أو المهندس أو أي صاحب مهنة أن يخصص جزءًا من وقته وجهده لخدمة الفئات الأكثر احتياجًا دون مقابل، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتراحم.

كما تطرق الدكتور يسري الكاشف إلى دور الشباب المصري، مؤكدًا أن الخبرات الشبابية الموجودة في مصر، وقدرتهم على القيادة الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية، تؤهلهم لتولي مناصب مؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة في مجالات التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات، التي أصبحت عصب العصر.

وفي ختام حديثه، أكد على ضرورة وجود تمثيل حقيقي وفعّال للمصريين في الخارج داخل البرلمان، معربًا عن أمله في أن تحظى الدورة القادمة بنواب يعبرون بصدق عنهم، وينقلون أفكارهم وخبراتهم إلى الداخل المصري للمساهمة في بناء دولة قوية وقادرة على مواجهة التحديات. كما أشاد بسياسة مصر التي تفتح أبوابها لجميع القادمين دون وضعهم في مخيمات لجوء، معتبرًا ذلك دليلًا على حرية الدولة المصرية وانفتاحها على مختلف الثقافات، ورسالة إنسانية تعكس عمق حضارتها ودورها التاريخي.


تعليقات