بقلم/نشأت البسيوني
حين تقف السنة عند باب الوداع وتبص لنا بنظرة كلها ذكريات نتفاجئ قد إيه عدى من العمر من غير ما نحس ونستوعب إن الأيام اللي فاتت بكل حزنها وفرحها كانت مجرد تدريب علشان نعرف نمشي بصورة أوضح ونعيش بنضج أكتر ونفهم نفسنا قبل ما نفهم اللي حوالينا وإن اللي راح ما كانش خسارة وإن اللي اتأخر ما كانش عقاب وإن اللحظات اللي وقعتنا كانت بتعمل فينا مساحة جديدة
لقلب أقوى وروح أصفى ومع أول نسمة من السنة الجديدة نحس إن في صفحة بيضا بتتفتح في وشنا صفحة بترجع لنا الشغف من تاني وبتخلي جوه القلب صوت بيقول كفاية حمل كفاية جلد ذات كفاية انتظار لحد ما يتغير حد أو تتغير ظروف أو يتعدل طريق مكسور وإن التغيير الحقيقي مش في أول يناير التغيير الحقيقي في لحظة صدق مع النفس لحظة نقرر فيها إن اللي وجعنا مش من
حقه يكمل معانا وإن اللي تعبنا مش لازم نمشي بيه وإن اللي بيدوس على روحنا مش من حقه مكان في السنة الجاية السنة الجديدة مش يوم جديد السنة الجديدة نية جديدة ووعي جديد وقلب بيتولد من أول وجع اتعلم منه وما كرروش تاني قلب قرر يبص لقدامه من غير ما يلوم نفسه على اللي فات ومن غير ما يستنى اعتذار من حد ما يستحقش ومن غير ما يفتش في أبواب
اتقفلت خلاص علشان مكنتش لنا من البداية ومع كل ساعة بتمشي تحس إن ربنا بيقول لك ابسط أنا كاتب لك اللي يناسبك فتبدأ تتخفف من التعب تتخفف من الناس اللي بتاخد أكتر ما بتدي تتخفف من العلاقات اللي شكلها حب وجواها فراغ تتخفف من الحنين اللي بيكسر خطواتك وتتخفف من محاولاتك لإرضاء ناس مش شايفاك أصلاً وتسيب بس اللي بيريح روحك واللي بيكبر نورك
واللي بيمشي معاك بصدق مش بمصلحة السنة الجديدة فرصة مش للفرح بس لا للسلام اللي جوه للراحة اللي نفسك طول عمرها بتدور عليها فرصة تتعلم تقول لأ من غير ما تتردد وتقول آه لنفسك من غير ما تحس بذنب وتختار اللي يشبهك واللي بيطمن قلبك واللي بيضيف ليك مش بيستهلكك وتعرف إن الحياة مش سباق مع حد الحياة سباق مع النسخة اللي كنت فيها السنة اللي فاتت وفي
آخر لحظة قبل ما السنة تقفل بابها بنفهم إن كل حاجة راحت كانت خير وإن كل اللي جِه كان اختيار إلهي وإن كل الوجع اللي عدّى كان بيبني جوانا نسخ أقوى وإن اللي جاي دايما أجمل لما ندخل عليه بقلب نظيف وعقل صاحي وروح مقررة ما تكررش خسارتها مرتين
السنة الجديدة جاية
مش علشان نغير الزمن
لكن
علشان نغير نفسنا

تعليقات
إرسال تعليق