كتب الأديب أحمد أمين عثمان
أنا المواطن أبن مصر البار ها أنا أكتب بلسان عاشق يعانق ثرى ترابها ويشم رائحة مجد تاريخها كأنها نبض طبول تقرع في صدري لا يخفت أكتب لعل يصل صراخ حرفي لمن يعي صراخ ضجيج لغة الصمت.
نحن شعب مصر لا نولد كي نظل نسخا متكررة من أمسنا بل خلقنا لنصنع في هذا العالم ملامح ما يجب ان نكون لنرسم على جدار العمر بصمتنا ولغتنا الخاصة تلك البصمة التي تقول أننا مررنا هنا وتركنا أثرا لا يمحى للبشرية جمعاء .
والمأساة ليست في أن تنتهي أعمارنا بل في ان تنطفئ فينا شرارة الإرادة ونحن ما زلنا أحياء حين يستسلم القلب قبل الجسد وحين يختار الإنسان أن يكون ظلا للفاسدين لا روحا.
ومصر عرفت وعان شعبها هذا الألم طوال القرون فكم من مرة تمددت في قلب التاريخ وحدها بلا من يحنو عليها تتلقى العواصف وتنهض تتشقق جدرانها ثم تلتحم من جديد وتبكي قليلا ثم تعود لتبزغ ضحكاتها كأنها الارض التي تعلمت من طمي النيل أن الحياة مهما ضاقت تتسع كسيل فيضان نهر النيل..
أخبروني من يشبه مصر حضارة سبعة ألاف عام وشعب كتب الله على جبينه أن يكون أقوى من يدحر الغزاة والمحن كلها.
شعب مؤمن إذا جاع صبر وإذا ظلم احتسب وإذا اشتعلت النيران حوله وقف كالحصن كشموخ النخيل لا ينحني مهما عصفت الرياح.
لكنهم حاولوا دائما ان يشغلوك بصغائر الأشياء
كبائع الخبز وبائع اللحم وبائع البيض
وبائع الزيت وبائع الهواء إن إستطاعوا
كي تنسى من يصنعون دوائر الفساد وتغيب عنك حقيقة من يسرق منك حلمك ووقتك و أمانك وطمأنينتك لغدك.
يريدونك مشغولا بما يطفئك، لا بما يوقظك.
وهنا يولد دورك إرفع راسك فالله خلقه فوق جسدك عاليا ليبقى عاليا لا ليتدحرج في تراب الخنوع والخضوع للهزيمة.
لا تنحن لأحد مهما كان فكرامتك هي السور الوحيد الذي يحمي روحك من الانكسار وهي السلاح الذي يجعل صوتك حرا مهما أرادوا ان يشتروه أن يزوروه أو يقيدوه.
أنهضوا يابني وطني مصر تستحق وقولوا للعالم أن شعبا كهذا لا يموت بداخله العزة والكرامه مهما حاولتم من حصارنا وإفقارنا وشراء أراضينا
أرضنا عرضنا لن نسمح بهتك عرضنا لأنها أمنا
ولتعلموا إن مصر مهما طال عليها زمن القسوة فستظل وطن الفكرة الاولى وأرض البدايات العظيمة وتاريخا لا يليق به الذل ومستقبلا لا يعرف الخنوع أو الركوع ولتتذكروا تاريخنا.
أختي وأخي المصري أصنع نفسك وأخلق من تعبك سلما وأعلم ان في قلبك نهرا يشبه النيل
كلما ضاقت الدنيا عليك فاض فيك قوة جديدة تعيدك للوقوف هى مصر أكررها هى مصر وهذا شعبها وهذا انا واحد من ابنائها الذين لم يخلقوا ليظلوا كما هم بل ليصبحوا ما كان يجب أن يكون منذ البداية وجه مصر المضيء الذي لا يخبو بل لتشرق الشمس من أجلها مصر تحيا مصر بحفظ الله.

تعليقات
إرسال تعليق