الأديبة والمفكرة الدكتورة حكيمة جعدوني.
من كتاب تأويل الأحرف في القرآن الكريم.
كل المفسرين يعلمون جيدا لماذا أراد يوسف عليه السلام السجن مكان الخطيئة والابتعاد عنها، وهذا الشرح على المستوى الأول. فهل علمتم ماذا كان يعني بقوله: السجن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴿ سورة يوسف 33 ﴾
كلمة: سجن مكونة من ثلاثة حروف س، ج، ن، وتعني خريطة على الأرض.
الملك الأسد ذو القرنين، والذي هو يوسف u، كان رجلا صاحب علوم لا تحصى، فشيّد بعلمه حضارة جمعت عالمين في آن واحد، وهو أمر لم يسبقه إليه أحد. وكانت مدينة الملك الأسد ذات الأبواب التسعة، وكان يدعى بـ "السيد" ولا أحد في المملكة يجرؤ على منازعته في كلمة "أسد" أو "سيد" مطلقا.
الفرعون قلّد ما جاء كليّا في حضارة سامر، فجعل على مدخل كل باب حارسا من الحيوانات، وهو كلب أعزكم الله، بينما اقتصر في أبواب مدينة ذي القرنين "سامر" حارسين اثنين فقط، وكانا من الأسود. ولأن عدد الأبواب تسعة، فقد كان عليها ثمانية عشر أسدا للحراسة. ذو القرنين جعل جميع الأبواب مغلّقة إلا بابا واحدا في الجهة الغربية من المدينة، وهناك لعنة، أو ما تسمونه بالتعويذة، تلاحق كلّ من يلقّب نفسه بالأسد أو يقلّد الملك الأسد ذا القرنين، وقد تعرّض عبر الزمن كثيرون ممن حاولوا ذلك لحوادث أودت بحياتهم بسبب تلك اللعنة. أمّا الفرعون، فلما علم بالأمر، صمّم التماثيل على هيئة تخالف شكل الأسد، واستبدله بالكلاب تفادياً لتلك اللعنة.
عند عودة يوسف عليه السلام الثانية سيستعمل فيها رموز غير ظاهرة كليا، ليستدلّ بها على علومه ومن بينها كلمة: السجن.
الحرف س، ثقيل الوزن عند هذا النبي منذ الزمن الأول،
س، الأسد
س، السيد
س، السومر
س، يوسف
س، السجن
المدينة المطمورة التي حرص ذو القرنين، يوسف عليه السلام على عدم ظهورها حتى زمن معين، هي في زمن المستقبل.
كلمة: السجن،
الس، وتعني مدينة الإنس.
الجن، فتشير إلى مدينة الجن.
المستوى الثاني من الشرح:
أرض مصر المباركة يتواجد عليها الوادي المقدّس الذي يصبّ من طور سيناء، ولم يعد له أثر على سطح الأرض حاليا، وإنما غار في الأعماق، بما في ذلك بركة الحياة التي كانت أيضا تنبع في أرض مصر المباركة. تغيّر مكانها كليّا نظرا لطبيعة الماء الغير المألوفة للإنس، فهي مياه من أرض الجنة، ثم إن جسد يوسف عليه السلام ليس حيث ما هو متداول، وحتى أبيّن أين دفن جسد يوسف عليه السلام، ندقق في الآية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿ سورة يوسف 33 ﴾
كلمة: السجن والتي تعني القبر حيث يرقد جسده بالضبط.
نأخذ كلمة: السجن وهي من خمسة حروف: ا، ل، س، ج، ن،
لقد تحدثت عن الهرم الخماسي في البعد الزمني، حيث أرض مصر المباركة ثم أين يتواجد جسده، هناك الماء.
الحرف ا، يعبّر عن مكان الدوامة.
الحرف ل، يشير إلى رمل متحرك.
الحرف س، يتحدث عن النزول إلى مكان تكثر فيه الزواحف السامة.
الحرف ج، يتحدث عن اتبع مكان التجويف.
الحرف ن، يتحدث عن عدم إزعاج النائم حتى بحركة طفيفة.
تشير الحروف إلى أن القبر مقدّس، ولا يجب أن يُدنّس، لذلك هو محمي كليّا، وأيّ شخص يلجأ إلى طرق غير التي في القرآن العظيم لن يعثر عليه، ومن ينوي سوءا بالمكان تصيبه لعنة. فمكان مرقده ثابت، لا يجوز أن يُحرّك من موضعه، وذلك لأن أجساد الأنبياء عليهم السلام ذوات طاقات كبيرة، تؤثر فيما حولها. وعليه، فإن كلمة السجن تدلّ أيضا على أن القبر مبنيّ على إحداثيات فائقة الدقّة.
مثال:
الحرف ا، تشير إلى مكان الرأس والذي يتعامد مع قبّة الأقصى وإن حدث وتحرّك قبره عن مكانه، تغيّرت إحداثياته فحينها يتم الأثير على الكواكب والشمس والقمر. إن الحروف واضحة جدا وتشير إلى: أنظر إلى السماء واختر الجبل النائي، تعثر على الدوامة على الأرض وأكيد حيث الهرم الخماسي والذي يمثل الجبل باتجاه الجنوب من قبة الأقصى.
. . .

تعليقات
إرسال تعليق