القائمة الرئيسية

الصفحات

اسحبوا الهاتف من يد اطفالكم قبل ضياع طفولتهم



كتب/ أيمن محمد على 


اسحبوا الهاتف من يد اطفالكم فالقضية ليست جيلا فاشلا كما يردد البعض وليست جيلا عاقا كما يصفه آخرون بل هي حكاية جيل تائه وسط شاشات لامعة تسحب منه براءته وهدوءه وتركيزه دون ان نشعر نحن الذين منحناه تلك الشاشات ظنا منا انها وسيلة للترفيه او التعليم ثم فوجئنا بأنها تتحول الى عالم بديل يبتلع وقتهم ومشاعرهم ويخطف اعينهم وعقولهم


الطفل لا يولد سيئا ولا عنيدا ولا منغلقا لكنه يصبح كذلك حين تغيب الرقابة وحين نتركه لساعات طويلة محتضنا شاشة تخلق له عالما افتراضيا اقوى من عالمه الحقيقي فلا يجد نفسه ولا يجد طفولته التي كان يجب ان تكون مليئة بالضحك والحركة والخيال واللعب والاحتضان


اعيدوا التوازن لحياة ابنائكم امنحوهم وقتا للعب ووقتا للدراسة ووقتا للنوم ووقتا لكم انتم فالطفل يحتاج حضورا اكثر من حاجته لجهاز يحتاج نظرة عين اكثر من حاجته الى ضوء شاشة يحتاج دفئا اكثر من حاجته الى فيديو متكرر


لسنا ابدا امام اطفال سيئين بل امام ضحايا ادمان صنعناه نحن دون قصد حين سلمناهم الاجهزة لنرتاح قليلا فاستراحوا هم من عالمهم الحقيقي ولجأوا الى عالم لا يطلب منهم سوى التحديق والانفصال عن الواقع


فلنحميهم اليوم كي لا نندم غدا ولنجعل الطفولة تستعيد حقها في الحركة والحوار والحب والمرح قبل ان نخسر جيلا كاملا بسبب شاشة لا ترحم ولا تعرف معنى البراءة

تعليقات