القائمة الرئيسية

الصفحات

الباحث السياسي محمود أبو الحمد يكتب : شباب مصر… درع الوطن وسيف المستقبل

  

الباحث السياسي محمود أبو الحمد يكتب : شباب مصر… درع الوطن وسيف المستقبل


ليس في مصر طاقة أعظم من طاقة شبابها، ولا قوة أصدق من عزيمتهم حين يتعلق الأمر بالوطن. فالشباب المصري لم يكن يومًا مجرد مرحلة عمرية، بل كان دائمًا حالة وعي وحضور وجسارة، تتجلى في كل موقف فاصِل وتحدٍّ مصيري. وحين تُستدعى مصر من أبنائها، ينهضون جميعًا بلا انتظارٍ لأمرٍ ولا بحثٍ عن مقابل، فهم يدركون أن الدفاع عن الوطن ليس شعارًا يُرفع، بل عقيدة تُعاش.


لقد أثبت الشباب المصري عبر التاريخ أن الوطنية ليست كلماتٍ تُقال، بل أفعال تُصنع. في كل أزمة، وفي كل ملحمة، كان الشباب في الصفوف الأولى، يحملون الراية ويصنعون الفارق، يؤمنون أن حبة الرمل الواحدة من تراب هذا الوطن أغلى من الدنيا وما فيها. وعندما تتعرض الدولة لاختبارٍ قاسٍ، يكون شبابها هم الاختبار الحقيقي لقدرتها على الصمود، وهم الجزاء الأعظم على سنوات التربية والانتماء.


واليوم، تقف مصر وسط عالم مضطرب، تتكاثر فيه التحديات وتتغيّر معادلاته بسرعة هائلة، غير أن ثبات الشباب المصري يظل العامل الأهم في معادلة الأمن القومي. لم تعد الحروب فقط على الحدود، بل امتدت لتصبح حروبًا على الوعي والفكر والاقتصاد، وهنا يظهر جوهر قوة الشباب؛ فهم القادرون على المواجهة بسلاح العلم كما بسلاح الشرف، وبالإنتاج كما بالبطولة، وبالعقل كما بالقلب.


إن ما يميّز شباب مصر ليس فقط شجاعتهم، بل قدرتهم على التحمّل والعمل والإصرار. هم الذين يبنون كما يقاتلون، ويزرعون كما يحرسون، ويبتكرون كما يصمدون. يرفضون الانكسار، ويؤمنون أن المستحيل ليس مصريًا، وأن الوطن لا يُصان بالحلم وحده بل بالعمل الجاد المتواصل.


وفي لحظات الشدة، تتعرّى الأقنعة ويسقط الزيف، ويبقى شباب مصر كما هم دائمًا: أوفياء لتراب بلدهم، صامدون كأهراماتها، ثابتون كثبات نيلها، لا يساومون على كرامة وطنهم، ولا يفرّطون في حبة رمل من أرضه. فهم أبناء حضارةٍ علّمت العالم معنى البقاء، وتاريخٍ علّم البشرية أن مصر لا تُهزم.


إن شباب مصر اليوم لا يحملون فقط حلم الغد، بل يحملون أيضًا مسؤولية الحاضر. يدركون أن الوطن أمانة، وأن الحفاظ عليه شرف لا يضاهيه شرف. لذلك يقفون صفًا واحدًا في وجه كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن مصر أو استقرارها، مؤمنين أن قوة الدولة تبدأ من وعي شبابها، وأن مستقبلها يُكتب بسواعدهم.


ختامًا، سيظل شباب مصر هم الحصن الحصين، والقلب النابض، والأمل الذي لا ينطفئ. ما دامت في عروقهم دماء الوطن، فلن تنكسر مصر، ولن تُهزم إرادتها، وسيظل علمها عاليًا، لأن وراءه شبابًا لا يعرفون المستحيل، ولا يقبلون إلا بالنصر.

تعليقات